في دار  للأيتام  ، و بعد   أن  جفف  ذو  الخامسة   دموعه   ، خط  على  الأرض   رسما   شبيها   بامرأة ، و كتب إلى جانبها : “ماما”

***

 حين  أطفؤوا  الأنوار  استعدادا   للنوم ،

و بعد دفق جديد من الدمع ،

استلقى  على  الأرض  إلى  جوار  الصورة ،

ثم …..

غفا ! .

 نزار  بهاء  الدين  الزين
سوري مغترب… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

    اين ابتسامتك اللطيفة يا أستاذ حسن ؟ تلك الإبتسامة التي لم تكن لتفارق فمك ؟

ترى هل هو هم الزواج ؟ أم ترى هو هم المعاش ؟

لم يجبني بكلمة واحدة ، إلا أن دمعة غالبها فغلبته ، تدحرجت فوق خده المصفر …

كان ذلك آخر لقاء لي به ، فقد قرأت نعوته بعد بضعة أيام .

     الأستاذ حسن كان مدير المدرسة التي كنت أعمل بها ، و قد تميز بإنسانيته و دماثته، و تعامله مع موظفيه من معلمين و مستخدمين و كأنهم إخوته ، و يوجههم كأنه والدهم ، و يرعى التلاميذ و كأنهم أبناؤه …

    كان جم النشاط و في منتهى الحيوية داخل المدرسة و خارجها ، ففي المدرسة كان لا يهدأ ، و مقعد مكتبه كان في حالة شوق دائم إليه ، أما خارجها فكان له عدة نشاطات و من أهمها مشاركته مع بعض زملائه المديرين و المفتشين ، في إنشاء نقابة للمعلمين ، لم تلبث الوزارة ثم الحكومة أن اعترفت بها ..… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

 نزار ب. الزين*

     أجابني صديقي عبد الله و قد اغرورقت عيناه بالدموع :

– ليس لي إخوة ولا و لن أعترف بأخوتهم ، و لم ألقِ بالتحية على أي منهم منذ كنت في الخامسة عشر ، لا تقل لي صلة الرحم ، فصلة الرحم لمن يقدرها .. “

ثم أردف بعد ان مسح دمعة نفرت من عينه مرغما :

– هم ثلاثة من أمي و أبي ، و كان والدي قد صعد إلى الملأ الأعلى و ما لبثت والدتي أن تبعته بعد أشهر ، كانوا يتجارون بالماء ، فلم تكن دولتنا تمتلك مصنعا لتحلية مياه البحر بعد ، و لم تكن ثمة طرق برية تربطنا بالشمال ، فكانوا يحملون خزانات في سفينة يمتلكونها ، يبحرون بها نحو شط العرب فيملؤونها بالمياه العذبة ، ثم يعودون بها  لبيعوها  محققين  أرباحا  مجزية ..… اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب. الزين*

        هل  سمعت ياسيدي المحقق بالأهداف الخمسة أو ما يسميه إخواننا المصريون : ( العَينات الخمسة ) ؟

خوفا من أن تظن – ياسيدي – أنني أقدم إليك أحجية ، ومع أن الكثيرين سمعوا بهذا الشعار  و الكثيرين غيرهم طبقوه دون أن يسمعوا به ، و بالرغم من تخميني  بأنك لم تسمع به من قبل – ذاك باد من ذهول عينيك – اؤكد لك  أنه شعار لا علاقة له بالعيون التي في طرفها حور أو بعيون الماء القراح السلسبيل ، و لما كنت لا أحب الإستطراد ، فسأبادر فورا  إلى شرحه لك في الحال .

إنه يا سيدي  شعار الإنسان الطموح  من وجهة نظر قِطاع عريض من البشر ، و لكن الطموح يقاس عِلميا بمؤشر ذي أربع درجات مرتبطة كلها بغريزة التملك  و هي أولها  ، ثم الطموح أو السعي إلى الأفضل ، ثم الطمع و هو السعي إلى طلب المزيد  و أخيرا الجشع و هو الشراهة المطلقة إلى جمع المال  و عدم الشعور بالإكتفاء  .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة بقلم

نزار ب. الزين

        تعرَّفَت سلوى عليها  في أحد الأعراس ، و تصادف أنهما كانتا تعيشان في نفس الحي ، فأخذتا من بعد تتزاوران ، ثم بدأتا تخرجان معا للتسوق أو التسكع في الأسواق . كانت نورا صديقتها الجديدة هذه ، مغرمة بشراء الملابس و أدوات التجميل و العطور ، تختار منها أفخرها و أغلاها ثمنا ، و يبدو أنها تدرك تماما إمكانياتها الفيزيائية ، فهي ممشوقة القد ، فارعة الطول ، تغلفها مسحة من الجمال الشرقي الجذاب ، كما يبدو أن مهنة عرض الأزياء كانت و لا زالت حلمها المفضل .

          كانت دوما تدخل و تخرج من غرف القياس في المحلات الكبرى ،  و هي في أقصى حالات الجزل  و المرح ، فتتمختر بما تجربه من ملابس بخطوات راقصة كما تفعل العارضات ، على إيقاع صفير منغم يخرج من فمها عذبا ، فتضحك  سلوى  و تصفق لها مشجعة ، بينما ينظر إليها موظفو المحل خلسة  و قد فتنتهم بجمالها و قدها المياس  و حركاتها الرشيقة…

كانت مرحة و مسلية ، أحبتها سلوى من كل قلبها ، و تمكنتا معا من التغلب على ساعات السأم  و الضجر الصباحية .… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

قال والد الطفل ذي التاسعة لمدير المدرسة و قد تملكه غضب شديد  : ” الأستاذ عبد العظيم ، الموكول إليه تربية أبنائنا ، يستغل مركزه لأغراضه الدنيئة ، يا حضرة المدير ! ” .

أصابت الدهشة مدير مدرسة ” الشرف الرفيع ” الإبتدائية ، ثم أجابه بعد أن تخلص بصعوبة من ذهوله : ” الأستاذ عبد العظيم من أفضل معلمي مدرستنا ، و إنني مصدوم جدا مما تقول ! ”

لم يجبه ولي الأمر و لكنه ترك الإجابة لإبنه ….

استدعى مدير المدرسة الأستاذ عبد العظيم  على عجل ، و تركه يستمع إلى إدعاء التلميذ و والده ، ثم أبلغه بأنه مضطر لرفع الأمر إلى مديرية المنطقة التعليمية ، أما ولي الأمر فسيقدم بحقه شكوى إلى الشرطة فالقضاء .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة واقعية

نزار ب. الزين*

*****

 لاحظ الأخصائي الإجتماعي  تدهور حالة مبارك الدراسية بعد أن كان من المتقدمين فاستدعاه .

أرتج على الطالب ، و اشتعلت وجنتاه ، و اغرورقت عيناه ، و لكنه  ظل صامتا رغم كل محاولات الأخصائي لاستدراجه ، و هنا كان لا بد من تسليمه استدعاء لولي أمره .

*****

حضر الوالد بعد إلإجازة الأسبوعية ، و قد بدا أنه واعيا بحالة إبنه ، و لم يخفِ على الأخصائي الإجتماعي ، أن هناك مشكلة عائلية اضطرته إلى طلاق أمه ، و عَزا تراجع مبارك الدراسي  إلى ذلك ، و لكنه رفض أن يخوض بالتفاصيل ، واعدا أن يضاعف جهده لإعادة الإستقرار إلى نفسيه ولده .… اقرأ المزيد

        الشيخ خالد ، في الأربعينيات من عمره ، متزوج من إثنتين و مطلق لإثنتين و له منهن جميعا عشرة أبناء و بنات و هو اليوم أحد قضاة المدينة المشهورين  .
زامل كلا من عبد الباقي و حقي  و رمزي و رؤوف ، في مكتب عنبر و هو المدرسة الثانوية الوحيدة  في  مدينة  دمشق  أيام  العثمانيين ،  ثم  ما  أن حصلوا على  الشهادة الثانوية  العامة ( الباكالوريا ) حتى فرقتهم الأيام ، فاتجه رمزي إلى جامعة بيروت الأمريكية حيث درس فيها الأدب العربي و الصحافة ، ، و اتجه الباقون إلى كلية الحقوق بدمشق ، إلا أن رؤوف  لم يتمكن من المواصلة لأسباب عائلية.… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

     جلس  فادي على حافة الشرفة ، و أخذ يتأمل منظر الوادي الخلاب ، تملؤه أشجار الصنوبر كآلاف المظلات الخضراء تنتشر في كل مكان، بعضها ينحدر عميقا إلى قعر الوادي بينما يرتفع بعضها الآخر حتى حواف القمم ؛ التلال كلها و الجبل مكسوة بها ، عدا مساحة صغيرة في قمة الجبل الشرقي ، ظلت عارية .
و ثمت كتل صغيرة من الغيوم تسرع خطاها نحو الجبل و قد بدأت تلعب لعبة التحول ، تغير شكلها في كل ثانية فتثير خياله ؛ تارة يراها كحيوان جامح فقد رأسه ، و تارة على شكل رأس فتاة بلا ملامح ، و حينا تأخذ شكل سمكة لا تلبث أن تتطور إلى فيل أو شكل تنين متعدد الرؤوس لا يلبث أن يفقد  رؤوسه الواحد إثر الآخر  كتل تتزايد مع اقتراب المغيب و تتسارع على إيقاع نسمات صيفية عليلة ، ثم تلتقي جميعا عند سفح الجبل فتتراكم هناك في كتلة ضبابية أخذت تتضخم شيئا فشيئا .
اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب.الزين *

        أم وليد سيدة تجاوزت الخمسين ، زوّجت آخر أبنائها منذ أشهر ؛ فعادت بذلك إلى أيام العسل . و على الرغم من أنها في هذه السن المتقدمة و أن أبا الوليد يسبقها بعشر سنين، إلا أنهما لا زالا يتمتعان ببقايا حيوية ، تؤهله للاستمرار في دوره كموظف جاد  و تسمح لها بالقيام بأعمالها المنزلية القليلة على أنغام المذياع ، إضافة إلى بعض النشاطات الإجتماعبة و على رأسها شاي الضحى ، عندها أو عند هذه أو تلك من صديقاتها أو جاراتها ، و لكنها أخذت تميل إلى الإنفراد على شرفة منزلها مؤخرا .
على أي حال فالسنون الخمسون لم تفقدها إهتمامها بالحياة الدنيا فهي طالما تعيشها فلتعشها حتى الثمالة .… اقرأ المزيد