في مقهى اعتاد على ارتياده الزميلان الأستاذ علي – و هو مدرس في “ثانوية سعد” – و الأستاذ محمود ، المشرف الاجتماعي في نفس المدرسة ، و في حديث دار بينهما حول المثل المعروف : “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ” قال الأستاذ محمود لزميله : << ليس المقصود بكلمة “أخاك” في المثل معناها الحرفي ، بل وسَّعها بنو يعرب ليشمل أبناء القبيلة الواحدة في البادية ، أو العائلة الواحدة في المجتمعات الزراعية فيما بعد ؛ و عندما انتقلوا من حياة البداوة أو الفلاحة إلى الحياة المدنية ، زادوا في توسيعها لتشمل أبناء المدينة الواحدة ، أو الوطن الواحد ، مقابل الغرباء عن أي منهما ، فتطور المثل إلى : << أنا و أخي على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب >> .… اقرأ المزيد
أقصوصة : نزار ب الزين
بعد رحلة شاقة استغرقت يومين و ليلة ، اجتازت خلالها الأسرة مئات الكيلومترات من الصحارى القاحلة ، من أجل قضاء إجازة الصيف بين الأهل ، بلغت مبنى حدود الوطن و قد غمرت الفرحة كافةأفرادها .
تمت مراجعة جوازات السفر و ختمها بيسر ، ثم تحركت الأسرة نحو العاصمة التي لم يبقِ لبلوغها سوى مائتي كيلومتر ، إلا أن حاجزا عسكريا غير متوقع أوقفهم بعيد مغادرتهم المركز ، و طالبهم ضابط المركز بالاطلاع على جوازات سفرهم ؛ ثم وجه كلامه لرب الأسرة قائلا :
-ابنك بلغ الثامنة عشرة فهو مطلوب للتجنيد الإلزامي !
= أعلم ذلك يا سيدي الضابط ، ما أن استريح من وعثاء السفر بعد رحلتنا الشاقة هذه ، حتى أبادر إلى إجراء المعاملة اللازمة فهو معفى قانونا ، باعتباره الذكر الوحيد في الأسرة ، أي وحيد أمه..… اقرأ المزيد
أقصوصة : نزار ب. الزين
لم يرضَ أن تسافر ابنته لوحدها بعد إصابة قدمها ، و لم يتمكن من إبقائها في ضيافته حتى تشفى ، فقد الح عليها زوجها – هاتفيا – بضرورة العودة عاجلا .
ما أن أطلت من الباب ، حتى هرع طفلاها لاستقبالها مهللين فرحين ،
و قبل أن ترحب بها و بوالدها سألتها حماتها باستياء عن سبب ضماد قدمها بجبيرة الجص ،
و قبل أن يرحب بها و بوالدها تساءل زوجها و قد قطب جبينه عن سبب هذه الجبيرة ؟!!!
و إذ عرف السبب ، صاح دون أن يتمكن من ضبط أعصابه :
– << هذا دلع غير مقبول ، فلم تعد والدتي تحتمل المزيد من التعب …>>
التفت والدها نحوها مقترحا :
– ” أرى أن تعودي معي في الحال “..… اقرأ المزيد
أقصوصة
نزار ب. الزين*
بينما كانت العائلة متوجهة لزيارة الأهل في بلد مجاور ، تعرضت لحادث سيارة كانت ضحيته الوحيدة أم العيال .
كانت أم سالم – رحمها الله – لا تحب التقيد بحزام المقعد ، بينما التزم به زوجها و أطفالها ، فنجوا .
عادوا من حيث أتوا ثكالى محزونين .
واساهم الأهل و الجيران ، إلا جارتهم العانس سعاد ، فقد أبت إلا أن تغمرهم بعطفها متطوعة لخدمتهم ، فما أن يغادر أبو سالم الدار إلى عمله ، حتى تهرع إليهم ، تجهز لهم طعام الإفطار و تعاونهم في ارتداء ملابس المدرسة ، ثم تودعهم لتلتفت إلى شؤون المنزل و كأنه منزل أبويها ..… اقرأ المزيد
قصة
نزار ب.الزين*
– اكتملت التأشيرات و يمكننا السفر اعتبارا من صباح الغد !
لم تكن أم الوليد سعيدة بما سمعت ، و لكنها لم تتفوه بكلمة ،
كانت تشعر لحظتئذ ببعض الكآبة ، فالرجل مريض و نوبات الربو أخذت تتقارب أكثر فأكثر في الأشهر الأخيرة و نصحه الطبيب بوجوب الإستراحة كلما تسنى له ذلك ، فأين ستكون الراحة في سفر يمخر عباب الصحراء من شرقها إلى غربها؟ .
كانت أم الوليد تحدث نفسها سرا عندما تنبه إلى سرحانها فقال لها مطمئنا :
– لا تقلقي يا امرأة ، سنجزئ الرحلة إلى مراحل ، فالطريق مخدوم و الاستراحات تملؤه .
كانت الرحلة ميسرة بداية و لكن على حين غرة هبت رياح شمالية عاتية ، ، كانت تحمل كثبان الرمال عاليا ثم تلقيها مبعثرة فوقهم أو إلى جوانبهم أو تصطدم بنوافذ السيارة بعنف و تهزها كأنها علبة صفيح ، ثم بدأت من ثم الرمال تتكاثف لتحجب عنهما الرؤية .… اقرأ المزيد
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
مجموعة من طلاب كلية الطب برفقة أستاذهم ، يزورون مصح الأمراض العصبية و النفسية .
أحد الطلاب يلفت نظره مريض في ريعان الشباب ، جلس على طاولة في أحد أركان القاعة الثالثة ، و قد ملأ جيب قميصه بالأقلام ، و غرس وراء كل من أذنيه قلما إضافيا و انكب على ورقة بين يديه يرسم عليها خطوطا متقاطعة ؛ فتقدم منه و جرى بينه و بين المريض الحوار التالي :
– أنا محمد الأحمد طالب بكلية الطب ، هل لي أن أتعرف عليك ؟
فحملق المريض في وجهه مليا ، ثم أجابه هامسا :
– ألست من المكتب الثاني ( المخابرات ) ؟
– أبدا و الله أنا طالب جامعي و أقوم مع رفاقي بكتابة بعض الملاحظات عن مرضى المصح ، و قالوا لنا أن مرضى القاعة الثالثة يمكن التفاهم معهم لأن حالاتهم معتدلة .… اقرأ المزيد
جلس عصام و جلال في مقهى الأدباء يتسامران ، فهما كاتبان مغموران ، لم يجاملهما الحظ بعد ، كما جامل نجيب محفوظ و يوسف السباعي و توفيق الحكيم و علي القاسمي و ممدوح عدوان و غيرهم من المشاهير ، و لكنهما يشعران بقرارة نفسيهما أنهما أديبان رغم معاكسة الظروف ، و قد دئبا على الاجتماع كل يوم خميس في ركن من مقهى الأدباء .
بعد أن أخبر كل صديقه بما أنتج في الأسبوع المنصرم ، و ما تم نشره في الصحف المحلية و المواقع الألكترونية بادر عصام صديقه بالتساؤل التالي فقال :
يقال يا أخي أن النساء إذا تبوأن مناصب رفيعة يصبحن متزمتات ، متمسكات بالنصوص و لا يعترفن بروح النصوص ، و يقرأن السطور إلا أنهن لا يأبهن لما بين السطور ، و يتعاملن بكل ما أوتين من شدة مع مرؤوسيهن تطبيقا للوائح بلا أدنى مرونة ، فما هو رأيك يا صاحبي بهذا الطرح ؟
يصمت جلال مفكرا ، يهز رأسه يمنة و يسرة ، ثم يجيبه بتؤدة و ثقة عالية بالنفس :
– أنت يا عصام ، تقحم نفسك فيما يسمى بخطأ التعميم ، فالتزمُّت الوظيفي يطال بعض النساء كما بعض الرجال ؛ فقد مرَّ في تاريخنا المعاصر نساء كثيرات تبوأن أرفع المناصب و لم يكنَّ متزمتات ؛ و إليك مثلا رئيسة وزراء حكمت إحدى الدول العظمى عشر سنين على الأقل ، و التي ….… اقرأ المزيد
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
فِراس صبي في العاشرة
يعيش في بيت قديم من بيوت الشام العتيقة ذي طبقتين
مبني من الخشب و الطين
الطين بدأ يتساقط ، و الخشب أخذ يلتهمه السوس ، و أكمل التخريب مطر الشتاء ، يحفر مع كل هطل نفقا لا تراه العين المجردة ، لكنه يكفي لتسلله إلى الداخل كلص محترف .
لم تستطع الأسرة ترقيع السقف أو الجدران ، لقلة ذات اليد
و لكن عندما سكنت عائلة من الفئران ، فجوات السقف و الجدران الكثيرة ،..
اضطرت الأسرة إلى هجر الطبقة العليا برمتها
*****
أصبحت الطبقة العليا ملعبا لفراس و خَلْوة …
و ذات يوم اكتشف بجوار نافذة إحدى الغرف عش دبابير
و منذئذ أصبحت الدبابير شغله الشاغل
خاف منها بداية
أعدادها كبيرة مائة ) ربما مائة و عشرون ، ربما أكثر !…… اقرأ المزيد
قصة واقعية
نزار ب. الزين*
الفصل الأول
دخل إلى مكتب الأخصائي الإجتماعي مندفعا دون إستئذان
كان وجهه مكفهرا و أطرافه ترتعش
اقترب من طاولة المكتب و هو يلهث و بشفتين مرتجفتين قال:
– لن أسمح للأستاذ نواف أو لغيره أن يضربني !
و بصوت أعلى أضاف :
– من تمتد يده عليّ سوف ( أشقه شق )
و بصعوبة بالغة تمكن الأخصائي الإجتماعي من تهدئته ، عندما اقتحم الباب و بدون استئذان أيضا ، الأستاذ نواف ، رافعا عصاه محاولا الإنقضاض على الطالب ( غصين ) .
هرع الأستاذ منجي ليقف في وجهه محذرا و هو يقول له :
– أستاذ نواف أرجوك ، لا تنس أنك في مكتب الخدمة الإجتماعية
فأجابه و هو ينتفض غضبا :
– مكتب الخدمة الإجتماعية ، أم مكتب الميوعة الإجتماعية ؟
ثم أستدارعلى عقبيه و خرج من المكتب و هو في أشد حالات الإنفعال .… اقرأ المزيد
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
” فرسان الليل “
” جرذانا و صبيانا “
” جرذاناً من جميع الأجناس “
” صبيانا من جميع المقاسات و الأعمار “
” للجرذان الهزيع الأول من الليل “
” و للصبيان الهزيع الأخير “
“إنهم يتكاثرون ، أعني الصبيان لا الجرذان”
” أصبحوا يشكلون عصابات “
” أصبحت لهم قيادات “
” كثيراً ما يتشجارون أو يتصارعون “
همس رياض لزوجته ، كانا يمارسان رياضة المشي في شوارع الضاحية الأنيقة ، عندما شاهدا بعض الصبية يقلبون حاوية قمامة ثم يعبثون بما فيها …
ثم أكمل متسائلاً باهتمام :
” ترى هل أن الأمر مربح إلى هذا الحد “
” أم أن الفقر تجاوز كل حد ؟ “
فأجابته مؤكدة :
” أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال”
*****
صبي في الخامسة ، ربما أقل قليلاً أو أكثر قليلاً ،
يتشبث بكيس يحمله، بينما آخرأكبر منه يحاول إنتزاعه منه .… اقرأ المزيد