قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

تتمكن من إحداث ثغرة في النافذة الخشبية المغلقة بإحكام
تتمكن من رؤية العربات القليلة ذاهبة آيبة فوق طريق ترابية
تنادي ، كلما مرت إحداها قرب النافذة…
لا يسمعها أحد
أغلب العربات مكيفة الهواء مغلقة النوافذ
أغلب العربات تثير الرمال الناعمة ، لتنال منها ما يزكم أنفها و يدمع عينيها
حالتها تسوء
آلامها تتفاقم
تصرخ
تستغيث
و لكن ليس من مغيث
تبكي بحرقة
تشعر بالضياع
يصيبها الهلع كلما تصورت أنها ستفقد حياتها إن لم ينجدها أحد
تتذكر أمها
تتذكر أباها
تتذكر إخوتها الثمانية
تبكي مجددا
تصرخ مجددا
يامّه ( إلحقيني )!!!
تستغيث
يابا ( إلحق ) أثيرتك آيات !!!… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين

              منذ الصباح الباكر و قبل سطوع الشمس ، و قبل أن تفتح عينيها ، صعدت هيفاء إلى السطح  قفزا،  ثم أخذت تجس ملابسها المنشورة ، ثم بدأت تنتزعها عن الحبل قطعة بعد قطعة . ثم هبطت كما صعدت  قفزا  ، و هي تقول لأمها فرحة  لاهثة  :

– لقد جفت كلها يا أمي .. جفت جميعا ..

كانت فرحتها لا توصف و هي  تراقب أمها  تكويها قطعة بعد قطعة بمكواة قديمة تعمل بالفحم ، فتخرج من بين يديها  جديدة زاهية ..

بالأمس فقط اكتشفت أن لها  إخوة و أخوات ، لم تكن تعرف عنهم شيئا ..… اقرأ المزيد

قصة:  نزار ب. الزين

ترجمها إلى الإنكليزية : د. دنحا كوركيس

     فرحت  “آبوا” ( و هذا هو اسمها ) و ابتهج والداها و إخوتها الثمانية ، عندما   استدعاها  مكتب التخديم في مدينتها الصغيرة ، ذلك أن “آبوا” سوف تنتشلهم جميعا من مستنقع الفقر الذي يعيشون .

<< عليك أن تستعدي خلال ثلاثة أيام  >> أمرها بذلك مدير المكتب ؛ جميع أفراد الأسرة – من ثم –  جندوا أنفسهم لإتمام استعداداتها ، ثم جاءت لحظة الوداع ، عناق و دموع ، ثم إلى الطائرة ، ثم إلى مضارب بني يعرب  .

استقبلها مخدومها بترحاب و كذلك ربة البيت و ولديها الفتيين فوزية و حمد، أما بقية الأبناء و البنات  – و هم من جميع المقاسات – فلم يكترثوا .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

” والديَّ العزيزين ، لديَّ خبر يهمكما ، لقد تعرفت على  فتاة رائعة ، هي زميلتي في الجامعة ، و هي تبادلني عواطفي …….”

يحملق والده  في وجهه  فاغراً  فاه  …

تنظر إليه والدته مشدوهة بدورها ، و قد رسمت على شفتيها إبتسامة شاحبة …

ثم تلاحقه والدته بأسئلتها : ” أ جميلة هي ؟ طويلة ؟ قصيرة ؟ بيضاء ؟ سمراء ؟ ماذا عن عائلتها ؟ , و عن مستواها الإجتماعي و الإقتصادي  ؟  و هل  لدى أهلها  عِلم  بسلوك ابنتهم و استهتارها  ؟   و هل …. و هل ؟……….”

يرتبك طارق…يفاجئه موقف أمه ، يهم بالإجابة ، يقاطعه والده : ” هل التحقت بالجامعة – يا ولد – كي تحب و تعشق ؟  ألم تتخلص بعد من تصرفاتك الصبيانية  ؟!… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

ترجمها إلى الإنكليزية

د. دنحا كركيس

         أبو جاسم  في الخمسينيات من عمره ، يعمل حارسا لمدرسة ابتدائية في إحدى قرى أمارة خليجية ، مع أربعة حراس آخرين ، يجتمعون معا أثناء النهار ، و يتناوبون الحراسة أثناء الليل  .

وظيفة روتينية ( تنفيعية ) تحقق لهم موردا ماليا و لا تكلفهم أكثر من الجلوس طوال اليوم يتسامرون و يحتسون الشاي .

و ذات يوم عاد أبو جاسم من بيته و قد ملأت رأسه و  وجهه و يديه ، الخدوش  و الجروح  و الكدمات…

استبد الفضول بزملائه  فأمطروه بأسئلتهم ….

– تشاجرتُ مع أم العيال  !

أجابهم و قد أطرق برأسه ،

فانفجروا ضاحكين …

ثم  ظل أبو جاسم  محل تندرهم  لعدة أيام أخرى ….… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين

حدثني  صديقي مأمون في معرض تبريره لما حصل ، فقال :

 لقد أحببتها من كل قلبي ، و ربطت مستقبلي بحبها ،

  و أحبتني من كل قلبها و ربطت مستقبلها بحبي ،

 لم نتخيل  يوما  أن أمرا مهما عظم ، قادر على أن يفرق بيننا  ..

عندما كنت أشتاق إليها ، كنت أحوم حول منزلها  إلى أن تظهر على شرفته ،

و بلغة الإشارات كنا  نتواعد  للقاء في حديقة الحي المجاور العامة ؛ حيث التقينا أول مرة …

لنتبادل  لواعج  الهوى … و نرسم خطوط مستقبلنا معا ….

قصتنا حتى اللحظة ليس فيها جديد …

 آلاف الأحبة يتبادلون لواعج الهوى كل يوم منذ الأزل و حتى الأزل ؛

قصتنا  بدأت منذ انقطاعها عن لقائي ؟!… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

            كانت تبكي بحرقة  بينما كانت تخاطب  ( أم نائل ) بصوتٍ متقطعٍ كسيرٍ حزين :

 – لم أفعل ما يسيئه  …

    لقد أحببته بكل جوارحي ….

   و لم يكتم عني حبه  ….

   أيامي  معه – حتى الأمس – كانت  كلها عسل …

  أمس بالذات : كان يناديني ( يا حلوتي )

  فكيف تريدنني أن أصدقك يا أم نائل ؟

  لعلك تمازحينني يا أم نائل   ؟!

*****

  بدأت القصة قبل شهر تقريبا ..

  دخلت أم نائل حياتهما فجأة …

كانتا قد ودعتا الأب و الزوج الراحل ..

و استمترا  تجتران  أحزانهما  إلى  أن  قرعت  أم  نائل  الباب  ،  فحولت أحزانهما إلى أفراح..… اقرأ المزيد

قصة بقلم : نزار ب. الزين*

ترجمها إلى الإنكليزية : د. دنحا كركيس

  هكذا كنت مع أهلي

أنثى ضعيفة لا تملك أية حقوق

و هكذا كانت أمي من قبلي

أنثى ضعيفة لا تملك أية حقوق

و هكذا استمريت بعد أن تزوجت

أنثى ضعيفة لا تملك أية حقوق

إلى أن انبثقت شعلة التمرد من أعماق أعماقي !

ولدتُ في مقاطعة البرتقال من توابع كاليفورنيا …

و تعلمت في مدارسها حتى بلغت المرحلة الثانوية ، حين منعني والدي من إتمام دراستي  ، خوفا عليَّ من  فساد المجتمع الأمريكي و إباحيته  ، على الرغم من أنني كنت من المتفوقات و سجلاتي المدرسية كانت مليئة بعبارات الثناء ،إضافة إلى عدد من شهادات التقدير.… اقرأ المزيد

أقاصيص واقعية   

نزار ب. الزين*

1– واقعة كالخيال *

     الطفلة حياة و عائلتها في جولة سياحية ، قادتهم في نهايتها إلى جوار السد العظيم ، الطفلة ذات العاشرة تعشق الطبيعة رغم صغر سنها ، فلكم أذهلتها – و هي بنت الصحراء – قمم الجبال بثلوجها ، و سفوحها بغاباتها ، و ذاك الساحل الجميل الممتد إلى ما لانهاية ، و أمواج البحر تداعب شواطئه ، و اليوم هاهم أمام السد العظيم الذي طالما سمعوا عنه .

     و قفت تتأمله و الشلال الهادر المنحدر من نفق فوق جانب جسمه الشاهق ، لترتطم مياهه الساقطة بسرعة ، ببداية المجرى الجديد للنهر ،  مشكلة غيمة ضبابية من الرذاذ ، الذي أخذ الهواء يقذف  بعضه نحو وجهها ، فتضحك مبتهجة ، ثم تفرد ذراعيها لاستقبال نفحة جديدة ، ثم لتضحك مسرورة من جديد .اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

المكان : منزل صغير ملحق بمسجد جامع  في أحد أحياء دمشق القديمة .

الزمان : أربعينيات القرن العشرين .

الأبطال : ثلاث نسوة – سيدة و ابنتيها الشابتين –  يقمن كل مساء  بلف التبغ على شكل  

( سغاير ) ثم يضعن كل مائة لفيفة في صندوق  ؛ اذ لا زال بعض المدخنين يميلون الى شراء التبغ الملفوف يدويا و خاصة اذا كان التبغ حمويا . أما أثناء النهار فالفتاتان تذهبان الى ( المعلمة ) لتعلم الخياطة و التطريز ، و قد أوشكتا على اتقان الصنعة .

بطل آخر : هو ( الشيخ أبو الخير )  زوج السيدة والد الفتاتين ، هو مؤذن الجامع و شيخ الكتّاب،  حيث يرسل اليه أهل الحي صبيانهم لدراسة القرآن .

اقرأ المزيد