قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

        أبتي ، أنا بحاجة لملابس رياضية ، لقد اشتركت في فريق (البيسبول) بعد اختبار نحجت فيه بتفوق ، و  أكد لي المدرب أيضا ، أن أمامي مستقبلا كبيرا في هذه اللعبة الرياضية التي يعشقها الأمريكيون ،  و لكن لا بد لي من ارتداء تلك الملابس الخاصة .
يصمت أبو تيسير ، يتجاهل طلب إبنه ، و عندما ألح صرخ في وجهه غاضبا :
–  إنسَ الموضوع  برمته ، فلا نقود لديَّ لمثل هذا الترف ….!
<< أبو تيسير رجل كهل في الأربعينيات ، أي أنه تعدّى سن المراهقة و أحلام المراهقة منذ زمن طويل ، متزوج و لديه ثلاثة أطفال أكبرهم تيسير الذي بلغ لتوه سن المراهقة ، و أصغرهم عوني ، الذي لا يزال في مرحلة الرياض ، أما أوسطهم فهي لبنى و هي في الصف الثالث الإبتدائي >>
تجادله أم تيسير ، تذكره بما يصرفه على التدخين و زجاجات البيرة و فواتير الهاتف النقال ، يتجاهلها بداية ، يطفح رشفة جديدة من كأسه ، ينظر إليها شذرا ، ثم يهددها بالويل و الثبور و عظائم الأمور إن لم تقفل فمها  في الحال.… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

           يحكى أن فوجا من المهاجرين وطئت أقدامهم اليابسة بعد رحلة بحرية شاقة ذاقوا خلالها الأهوال …

بحثوا عن مكان يستقرون فيه و لكنهم ضلوا طريقهم و كادوا يهلكون ، و لحسن حظهم صادفوا اثنين من السكان الأصليين ، كانا كريمين للغاية ، قدما لهم الطعام ، ثم  أرشداهم إلى مكان يصلح للاستقرار و الزراعة ، ثم علماهم مع أقاربهما ، كيف يزرعون الذرة و كيف يصطادون الديك الرومي و يربونه .

في نهاية العام الأول كان الحصاد ، و كان الخير وفيرا ، فاحتفلوا بأول عيد ، أسموه عيد الشكر ….

في العام الثاني جاء مزيد من المهاجرين ، تعلموا الزراعة و تربية الديك الرومي بدورهم ، و احتفلوا مع الفوج الأول بعيد الشكر ، و دعوا المرشدَيْن الأولين مع أقاربهم من السكان الأصليين إلى موائدهم ..… اقرأ المزيد

أقصوصة

 نزار ب. الزين*

    في اليوم الأول ، ربح خالد مبلغ ربع مليون دولار في يانصيب الولاية ، ففرح و فرح معه أفراد أسرته و رقصوا طربا .
في اليوم الثاني ، فوجئ بأن الولاية قد انتزعت 40% من المبلغ كضريبة ، فحزن و حزن معه أفراد أسرته .
في اليوم الثالث ، طالبته زوجته بأن يسجل ما تبقى من المبلغ في حساب مشترك بينهما ، فرفض ثم تشاجرا .
في اليوم الرابع ، تقدم إليه ولداه المراهقين بقائمة من المطالب ، فرفض معظمها ، ثم تشاجر معهما فصفع الأول و طرد الآخر من البيت .
في اليوم الخامس ، طلق زوجته
في اليوم السادس، أعلن براءته من أبوته لولديه

——————

*نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب… اقرأ المزيد

 نزار ب. الزين*

 – داد* ، أنا سوزي

يجيبها بجفاء :

– خيرا ماذا تريدين ؟

– أنا ابنتك و حبيبتك سوزان ، هل نسيتني يا أبي ؟

يجيبها بغلظة :

– أنا لا أعرفك ، ليس عندي ابنة اسمها سوزان ، (النمرة غلط)

– ألهذه الدرجة أنت حاقد عليَّ يا أبي ؟

نسيت سوزان التي كانت متعلقة بك حد الجنون ، بمثل هذه السهولة ؟ كرهتها ، بمثل هذه السهولة ؟

نسيت سوزان التي كنتَ تؤرجحها بيديك و ترفعها فوق كتفيك ، و تلاعبها بالكرة ، و تصحبها إلى مدينة الملاهي ، و تحكي لها القصص  الجميلة قبل النوم  ؟

يجيبها  بصوت متحشرج :

– أنا لم أنسَ ابنتي التي كانت لطيفة محبة لأبيها حتى بلغت سن الرابعة عشر ، و لكن تلك الإبنة اللطيفة ماتت بعد أن تجاوزت الرابعة عشر !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

    صرخت أمها في وجهها :

” سناء ،عيب ، غطي ساقيك “

فاجأتها الصرخة ، أرخت ثوبها بسرعة شاعرة ببعض الحرج أمام ضيوف والديها .

” لا زالت طفلة ، لقد أرعبتيها يا أم سناء ، حرام عليك ! ” علقت إحداهن ، فأجابتها   الوالدة  جادة : ” يجب  أن  تتعود  على  الإحتشام  منذ الآن “

بعد عدة أشهر ، قررت الأسرة الذهاب إلى الشاطئ …

تقدمت الطفلة من أمها ، و قفت إلى جوارها ، عقدت حاجبيها ، ثم قالت لها بكل حزم ( و بشيء من الخبث ) :

” ماما ،عيب ، غطي ساقيك “

———————-

نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب… اقرأ المزيد

قصة واقعية

 نزار ب. الزين*

        لم تكن لمياء تتجاوز العشرين عندما تمت خطوبتها ثم زواجها من نادر .

عندما جاء ليخطبها مع  عائلة من معارف والديها ، رفض والدها  بداية  فكرة اغترابها  ، و لكن نادر  بما يملك من قدرة  عالية على الإقناع  مرفوقة بابتسامة محببة تنم عن طيب صاحبها ، و بما قطعه من وعود تدل على ثرائه و كرمه ، استطاع انتزاع موافقة الوالد بعد لأي .

و تم الزفاف في حفل رائع  أبرز فيه نادر سخاءه و كرمه  ، و كانت ليلة  – كما وصفتها  إحدى القريبات – من ليالي ألف ليلة ؛ ثم كان السفر إلى مدينة ديترويت من مدن العم سام .… اقرأ المزيد

قصة واقعية

 نزار ب. الزين*

          كانت جهان و طفلتها ذات السابعة من العمر ، قد فرغت لتوها من وضع حقيبتها الصغيرة على الرف الذي ما لبثت أن أغلقت بابه ، ثم أجلست صغيرتها ، وهمت بالجلوس عندما ، لمحت سيدة في العشرينيات دامعة العينين ، جالسة على المقعد المجاور للنافذة .
حيتها و لكنها لم ترد التحية ، فتركتها لشأنها و بدأت من ثم ترد على استفسارات صغيرتها .
” متى ستقلع الطائرة يا ماما ،
و متى سنصل إلى لوس أنجلس يا ماما ، و هل سيكون بابا في انتظارنا يا ماما ” .
تسمع جهان نشيج جارتها ، فتسألها باهتمام :
– إنه ألم الفراق ، أليس كذلك ؟
كتمت السيدة نشيجها ، و مسحت دموعها بمنديل تحمله ، ثم أشاحت بوجهها دون أن تنبث ببنت شفة .… اقرأ المزيد

  هي أغنية حوارية  حققت نجاحا غير مسبوق منذ لحظة إذاعتها بالتلفزة ، و انتشرت بسرعة انتشار النار في الهشيم ، قدمتها المطربة المحبوبة سهام غريب ، مع المغني الشهير سامر عطا لله .

    إلا أن شخصا واحدا  لم يكن مرتاحا لهذا النجاح ، إنه نجوان الحياني زوج  سهام …

<< أنا مؤلف الأغنية و ملحنها ، و أرجو بل ألح في رجائي ، أن توقفوا إذاعتها فورا ، لأنني أرغب بأدائها مع زوجتي ، فأنا أحق من غيري بأدائها معها ! >> قال ذلك للمدير العام و هو في حالة يرثى لها من الإنفعال ؛ إلا أن المدير رفض طلبه قائلا : << هذه الأغنية انتهى أمرها ، بإمكانك أداء غيرها مع زوجتك مستقبلا …>> .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب الزين

الزمان : أواسط العقد الأول من القرن العشرين

المكان : بلدة عربية صغيرة ، شحيحة الموارد

و لشح الموارد و خاصة بعد أن جف النبع الرئيسي ، اندفع شبانها نحو العاصمة سعيا وراء اي عمل ، أما سعيد الحظ فهو من يتمكن من الهجرة إلى الخارج ، و كان محمد الدرويش من سعداء الحظ ؛ ترك زوجته و طفلته ذات السنتين في عهدة والديه ، ومضى إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية …

تراسل من مهجره مع عائلته ، و أرسل لهم دفعات مجزية من النقود لمدة ثلاث سنوات ،

 ثم ….

 انقطعت أخباره ….

جن جنون زوجته التي نهشتها الغيرة و الوساوس ، و التاعت والدته التي انتابها كل حالك من الأفكار ، أما والده فوقع فريسة الذهول ..… اقرأ المزيد

ق ق ج

 نزار ب الزين*

       عندما  بدأت المفاوضات تكاثرت أغصان الزيتونة  و ترعرعت ،

 و لكن …

ما أن برز  منزل استيطاني في الأرض المجاورة  حتى انكمشت ،

ثم  ……

ذبلت !

====================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد