ق ق ج

نزار ب  الزين*

      قام وزير التربية بزيارة مدرسة عباس بن فرناس الثانوية ، اجتمع طلاب الثانوية في قاعة المسرح الكبرى ، و بعد أن كلمة الترحيب التي ألقاها مدير المدرسة ، وقف الوزير فألقى خطابا  أشاد فيه بالعلم عند العرب و عدد فضائل بعض كبار العلماء ، ثم حض الطلاب على الإتجاه  إلى الأقسام العلمية عندما يبلغون الصفوف العليا ، منتقدا توجه الأغلبية  إلى الأقسام الأدبية ، مؤكدا أن العالم العربي مصاب بالتخمة الأدبية ، فما أكثر القصاصين و الروائيين و الشعراء و الصحافيين  ، و ما اقل الأطباء و المهندسين ، و ما أندر العلماء .

 تجرأ أحد الطلاب ،

رفع إصبعه ،

أذن له الوزير بالكلام ،

فقال : ” أنا لا أحب الأدب و لاأحب أن أكون مهندسا أو طبيبا ، و أحب أن أكون عالما ، و لكنني مضطر للتوجه إلى الأدب ، لأنني لا أريد أن أُقتل .… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

    كانت إصابات الفتاة بالغة استدعت إدخالها غرفة العناية المركزة  ، في أثناء ذلك استدعيت والدتها إلى غرفة المحقق

“من اعتدى على ابنتك بهذا الشكل الوحشي و كاد يفتك بها ؟ ” سألها المحقق ، فأجابته و قد ترقرق الدمع في عينيها : “إنه والدها ، نعم والدها ؛ تنامى إليه – و قد كلف أحدهم ليتجسس عليها – أنها مشت إلى جانب أحد زملائها أثناء الإنصراف من ثانوية البلدة ، و أنها كانت تتبادل معه أطراف الحديث ؛ فجن جنونه ، و أصر على ذبحها و الشرب من دمها ، و لولا استغاثتي و تدخل الجيران لفعل ، إنه مهووس ، إنه وحش آدمي…!”… اقرأ المزيد

حوار بين صديقتين

نزار ب. الزين*

فرحت ناديا عندما جاءتها أول رسالة ألكترونية من الكاتب الكبير صفوح الطويل ، فهتفت  لصديقتها و بيت أسرارها نورا في الحال :

– هل تصدقين يا نورا ؟ لقد أبدى إعجابه بالقصة التي أرسلتها إليه و أضاف أنني موهوبة ، و استأذنني في تصويب بعض الأخطاء المطبعية ، إنها قمة التواضع و اللطف و الكياسية ، أليس كذلك يا نورا ؟ ليس هذا فحسب بل أكد لي استعداده  لمراجعة كافة نصوصي ، أنّى أشاء ؛ ألم أقل لك أنه كاتب مبدع رائع ، و أنه يحمل قلبا كبيرا ؟

في اليوم التالي هاتفتها صديقتها نورا  فردَّت عليها مجهشة بالبكاء :

– لكم خُدعت بهذا الذي يسمونه الأديب الكبير صفوح الطويل ، و بإسمه اللامع و ما قاله عنه نقاده من أنه أحد المبدعين المعاصرين القلائل في دنيا الأدب ؛ اليوم تأكد لي العكس – يا نورا –  فهو  كاتب  فظ ، نرجسي ، متعالي و مغرور .!… اقرأ المزيد

           يبدو أنهما عاملاها منذ البداية معاملة إبنة بين والديها ، أو لعل والديها الحقيقين لم يرعيا طفولتها كما يجب ؛ مما دفعها للتعلق بمخدوميها ؛ فحتى عندما  طلب يدها أحد أقارب والدها رفضت ذلك بعناد و إصرار ، مما أدى في النهاية إلى قطيعة بينها و بين أفراد أسرتها ..,

كانت تعلم أن لديها راتبا شهريا أصر مخدومها ألا تمسه حرصا على مستقبلها ، و لما كانت “سونيا” أميّة تماما لا تعرف القراءة أو الكتابة أو أبسط علميات الحساب ، كانت تسأل مخدومها من حين لآخر عما بلغه وفرها في البنك ، فتتقبل ما يقدمه لها  من أرقام ، فرحة مطمئنة إلى مستقبل كريم ؛ و ليزداد بالتالي تفانيها بخدمته و زوجته ..… اقرأ المزيد

ق ق ج : نزار ب  الزين

      تعزيزا لسياسة اللامركزية ، أنشأت وزارة التربية وظيفة حارس أول ، أي رئيس لمجموعة حراس لعدد من المدارس المتجاورة ؛ و ما أن علم الحارس خويلد بالخبر حتى هرع إلى مكتب سكرتير المدرسة ، راجيا أن يكتب له طلبا لإشغال الوظيفة الجديدة .

نظر إليه السكرتير متعجبا و قد رسم ابتسامة ساخرة على وجهه ، و هو الذي يعرف أن خويلد محل تندر زملائه الحراس و معلمي المدرسة ، بسبب ملابسة الرثة ، و تعثر نطقه ، و قصر قامته المفرط ، و هيئته العامة التي توحي بأنه معوق إعاقة ما ؛ فسأله : ” لماذا ترغب بالوظيفة يا خويلد فهي مسؤولية جسيمة صعبة عليك ؟ ” فأجابه ضاحكا : ” أطمع بالرئاسة يا أستاذ ؟!… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين

.

     ما  كاد الأخصائي الإجتماعي الأستاذ  مُنجد يجلس وراء طاولة مكتبه ، حتى اقتحمت غرفته سيدة حاسرة الرأس ، رفعت بيمناها ما بدا سروال طفل غارق بالدم ، و جرَّت بيسراها طفلا في السادسة أو السابعة و هو يبكي ألما و فزعا ، بينما  كانت تنوح و تصرخ بعصبية :        << وحوش من مدرستكم  ذبحوا ولدي ، اغتصبوه أمس دون رحمة، قبيل وصوله إلى البيت قادما من مدرسته >>

تم التعرف على المعتدين ،

ثم …

رُفع الأمر إلى إدارة المدرسة ،

ثم ….

اجتمع مجلس الإدارة ، حيث دارت مداولات حامية ، بين مقترح طرد المعتدين الأربعة ، و بين  مُصِّر على ضرورة تحويل الأمر إلى النيابة العامة ، و بين معترض على أي إجراء لأن الحادثة جرت خارج حدود المدرسة ،

ثم …..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

         أظهر ابو زهير حزنا عميقا عند وفاة زوجته ، و عندما أخرجوها من الثلاجة و كشفوا له وجهها ليتأكد من هويتها ، أجهش ببكاء مرير ،

ثم …

و أمام المشيعين بكى أكثر من مرة …

ثم ….

جاء المساء و بدأ الأقارب و الأصدقاء و المعارف ، يتوافدون لتقديم واجب العزاء ،

و لكن …

 كان في استقبالهم شقيقه .

ثم …..

و بين تلاوتين ، تساءل ابن عمه هامسا :

“خير إنشاالله ما الذي يؤخر أخاك و الناس في انتظاره ؟”

فأجابه خجلا :

 “إنه في الطابق العلوي يحضر مباراة كرة قدم …..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

     كان  يقود  سيارته الخليجية الفخمة متأملا أبنية المدينة التي يزورها للمرة الأولى و محلاتها التجارية  ، أوقفته إشارة  المرور الضوئية الحمراء ، و ما أن تغيرت إلى خضراء حتى انطلق من جديد ، و ما كاد يقطع بضعة أمتار ، حتى سمع صوت بوق إنذار ، التفت إلى مصدره ، كان على يمينه شرطي مرور يقود شاحنة يجر برافعتها سيارة صغيرة …

أطلق الشرطي بوقه ثانية و أخذ يشير إلى سائق السيارة الفارهة  أن يتوقف ..، فتح السائق نافذة سيارته  ليسأل الشرطي  مستغربا :

– ما الأمر ؟

 أجابه الشرطي :

– تجاوزت الإشارة الحمراء ، اوقف سيارتك على يمين الطريق ، فورا !..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

      منذ ما قبل صلاة الفجر ، وقف أبو درويش مع إبنه اليافع ، في ركن مجاور لمسجد السوق خلف قدر “مهلبية*”  ضخم  تدفئه نار هادئة ؛ و هو الشراب الساخن الذي يحلو للكثيرين تناوله في الصباح الباكر مع “كعك السمسم” أو بدونه ، كوجبة فطور لذيذة بعد الصلاة ، أو قبل افتتاح  يوم عمل شاق ..

     و بينما كان الطفل يساعد أباه بتحريك المهلبية ، انتبه إلى وجود كتل صغيرة سوداء تتحرك ببطء ، فتظهر لتختفي ثم لتظهر من جديد ، فارتاع و صاح فزعا منبها والده إليها ، فأجابه الوالد غاضبا :

– إخرس يا ولد “بلا فضايح” !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب.  الزين*

     حضر طفل العاشرة مهرجانا للطيران ، برفقة والده ، تخلله إسقاط مظليين ، و ما أن عاد إلى منزله ، حتى صعد إلى سطح  الطابق الثالث ، و معه منديل و بعض الخيوط ، اختلسها من عدة خياطة والدته ، و دمية سرقها من خزانة شقيقته الصغرى ،

ثم..

صعد إلى سطح منزله في الطابق الثالث ، فربط المنديل بالدمية ربطا محكما حتى بدت صورة مصغرة لمظلة حقيقية ..

ثم …

ألقى بها..

ثم ….

هبط مسرعا إلى الشارع ، ليكتشف أن الدمية بلغت الأرض سليمة دون أن يصيبها خدش .

فكاد يطير  فرحاً..

في اليوم التالي ، صعد إلى السطح  ، و قد حمل في يمناه قطة شقيقته الكبرى ، و باليد الأخرى غطاء وسادة و مقصا و  لفة كبرى من الخيوط المتينة ..… اقرأ المزيد