حوار قصير  

 نزار ب. الزين*

       سيدي ، أرسلني إليك أبو عمر البقال ، قال : ” أنك رجل فاضل و متبحر في أمور الدين ، مشكلتي يا سيدي أن زوجتي في بيت أهلها منذ أيام ، و عندما قابلت والدها مطالبا بعودتها إلى بيت الزوجية ، طالبني بمنحها حقوقها كي يكون بوسعها القيام بواجباتها ؛ أنا لا أعلم أن للزوجة حقوقا ، افدني أرجوك : “هل أنا على خطأ ؟”

يجيبه : ” أفصح أكثر يا بنيَّ ”

يسرد له شكاوى زوجته و والدها ، فيجيبه مؤكدا :

– المرأة ناقصة عقل و دين و بناء على ذلك :

–  لا يحق لها زيارة أهلها إلا إذا كانت الزيارة بإذنك

– لا يحق لها أن تستقبل زوارا في بيتك ، جارات ، صديقات ، قريبات مهما كانت درجة قرابتهن ، إلا بعلمك و موافقتك .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

عندما تخرج و حصل على  مرتبة الشرف ، هلل له إخوته بنينا و بناتا فرحا و حبورا ، فقد اتجه البنون – بعد وفاة والدهم –  إلى إدارة عمله التجاري الناجح ، و اتجهت البنات إلى ممارسة طبيعتهن كزوجات و أمهات  ؛ إلا سعيد الذي أصر على دراسة الطب ثم التخصص بالطب النفسي ، و هو من التخصصات النادرة في ذلك البلد العربي ..

سرعانما تلقفه أحد المستشفيات كرئيس لجناح الأمراض العصبية و النفسية ؛ و لكنه صرح لشقيقه الأكبر أنه غير سعيد  بعمله كموظف حتى لو كان رئيس قسم ، فهذا لا يتتناسب مع طموحاته بعد كل هذه السنين من الدراسة في الخارج و التي استهلكت كل ما ورثه من المرحوم .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

       في أواخر العشرينيات من عمرها  ، لو دخلت مسابقة الجمال لتربعت على عرشه ، و لكن وجهها لا يخلو من الحزن ؛ كانت في بداية سكناها إلى جوارنا  منعزلة في شقتها ، متقوقعة  ، غامضة ؛ لم ير أحد لها زوجا ، ولم يشاهد أحد لها زائرا أو زائرة  ؛ فأخذ سكان العمارة يتهامسون و قد استبد بهم الفضول و كل منهم يخمن فرضية ما عن حالتها ، إلى أن جاء يوم قرعت فيه بابنا في ساعة متأخرة من الليل : ” آسفة لإزعاجكم و لكن هاتفي معطل و أحتاج لمكالمة ضرورية و مستعجلة “

–      حبيبي ، أكثر من أسبوعين مضى على آخر زيارة ؟ حقيقة أقلقتني …

–      مشغول ؟ أعلم أنك مشغول و أعلم أنك تحمل مسؤوليات جساما ، و لكنك حتى لم تهاتفني !… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

       بعد المراجعة ربما العاشرة ، يجمع زياد أوراق مخطوطه ثم يضعها بعناية في حقيبته .

يحث زوجته على الإسراع ،

 يتجه إلى سيارته بخطى واسعة ،

 ثم…

يشغل محركها ،

ثم….

يزفر متذمرا ،

ثم…..

يهمس إلى ذاته : ” ألا ما أقبح هذا التباطؤ ..”

 ثم….

يضغط على بوق السيارة بشيء من العصبية….

تأتي مهرولة محتجة : ” فضحتنا أمام الجيران يا رجل ! “

” دوما  تتلكئين ..” يجيبها  غاضبا ، فترد  مستاءة : ”  و أنت  دوما على عجل ..ماذا  لو  تأخرنا  بضع  دقائق ؟! “

ينظر إليها شذرا ثم يقلع متجها نحو الطريق السريع …..… اقرأ المزيد

قصة
نزار ب. الزين*

المكان : منزل صغير ملحق بمسجد جامع في أحد أحياء دمشق القديمة .
الزمان : أربعينيات القرن العشرين .
الأبطال : ثلاث نسوة – سيدة و ابنتيها الشابتين – يقمن كل مساء بلف التبغ على شكل
( سغاير ) ثم يضعن كل مائة لفيفة في صندوق ؛ اذ لا زال بعض المدخنين يميلون الى شراء التبغ الملفوف يدويا و خاصة اذا كان التبغ حمويا . أما أثناء النهار فالفتاتان تذهبان الى ( المعلمة ) لتعلم الخياطة و التطريز ، و قد أوشكتا على اتقان الصنعة .
بطل آخر : هو ( الشيخ أبو الخير ) زوج السيدة والد الفتاتين ، هو مؤذن الجامع و شيخ الكتّاب، حيث يرسل اليه أهل الحي صبيانهم لدراسة القرآن .… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

     بلدة  صغيرة ، ساحلية  استقرت بدلال في أحضان تلال الصنوبر بينما أمتد ذراعاها تعانقان – بشغف العشاق –  شاطئ البحر …

مذ لمح عن بعد قلعتها  الأثرية الشامخة فوق هامة التل ، أخذ قلبه يخفق ؛ و لكن قلبه بدأ يضرب بعنف  حين بلغ مدخل الميناء ، فهو مقدم على  تنفيذ حلم  لطالما  راوده  و خطط  له .

و إذ بلغ رصيف  الميناء ، تحرك بسيارته السوداء الفارهة من العبّارة نحو اليابسة ، و قد ارتسمت على شفتيه إبتسامة حملت مشاعره المشرقة كلها  ؛ من زهو و ثقة مطلقة  بالنفس ، إلى طمأنينة  شاملة  غمرت جسده  و روحه ، إلى شوق و لهفة للحظة اللقاء …

فذاك الصبي الذي غادر البلدة الساحلية الصغيرة و هو لا يملك شروى نقير ، يعود اليوم من المهجر رجلا ناضجا  بجيب مليء و سيارة من أرقى الأنواع و أغلاها ثمنا .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

          في ليلة إشتدت ظلمتها و في طريق العودة إلى مدينتهما من مدينة مجاورة  ، جلس رفيق مع زوجته في المقعد الخلفي لسيارة أجرة عامة ، و كان قد دفع أجرة مقعد إضافي ليضمن الراحة لهما ، في سفر يستغرق حوالي ساعتين أو أكثر قليلا ، و جلس إلى جانب السائق  راكب آخر ، ثم انطلقت بهم السيارة .

بعد أقل من عشر دقائق ، أخرج الراكب المذكور علبة لفائف التبغ ، بكل هدوء سحب منها لفيفة (سيكاره) ، أشعلها ، و أخذ ينفث دخانها ليصفع به وجْهي رفيق و زوجته مع كل زفير .

” أرجوك يا أخ أن تمتنع عن التدخين ، فإنني  مريض بداء الربو و الدخان يؤذيني ” قال رفيق ، فأجابه الراكب ساخرا شامخا بأنفه : ” تريدني أن أنقطع عن التدخين ساعتين  ؟  أنا لا أستطيع الإستغناء عنه دقيقتين ! … اقرأ المزيد

قصة واقعية

نزار ب. الزين*

   يدخل المدرسة كعادته كل يوم ، يراه (ناظر المدرسة*) من النافذة ” أنا لست هنا ” يقول (للفراش*) ، يراه الوكيل يحث الخطى من بعيد  ، يغادر إلى غرفة المدرسين على عجل ؛ فأبو عبد الله هذا صار حديث المدرسين و الإدرايين و الفراشين ، يدخل المدرسة كل يوم حاملا  شكوى جديدة  تخص ولده عبدا الله ..

يقول أستاذ الرياضيات : ” لقد اقتحم صفي ، و وقف يخاطب الطلاب المذهولين : ” من اعتدى على ولدي عبد الله بالضرب فليعترف في الحال ، ثم نادى إبنه المحرج آمرا : ” أرشدني  من  هو  ( ولد الكلب ) الذي ضربك !!… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

    دأب حسن على استدراج الفتيات الصغيرات  و هن في طريقهن إلى المدرسة أو عائدات منها …

إبتدأ بإحدى قريباته ،

أغراها باستعراض طيوره ؛

ذلك أن ركناً من منزل العائلة حوله إلى قفص كبير ..

ملأه  بشتى أنواع البلابل و الحساسين و العنادل  و الكناري ..

مبهرة بألوانها و تغاريدها ..

هواية رائعة ، قال الأهل فرحين !

أهله كلهن من النساء ، والدته و إثنتين من عماته ؛ فالأب متوفى منذ سنوات و العمتان عانستان .

و الحالة المادية ( فوق الريح ) ، تسمح لحسن أن ينفق على هوايته بسخاء ..

إنها أفضل لشاب مراهق من الإختلاط بأصدقاء السوء !!…… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

              تمكن وليد من تعلم مهنة تركيب أطباق الإلتقاط التلفزي ( الدش ) بسرعة ، و خلال أشهر أصبح له محله الخاص في الضاحية ، يقابل فيه زبائنه في الصباح ، و في المساء كان يقوم بنفسه بتنفيذ طلباتهم .
***

جِهان ، و بتكليف من والدتها ، إتفقت معه على تركيب طبق جديد ، ثم أخذت تتردد على المحل ، تارة طلبا لإجراء بعض التصحيحات أو لطرح ما لديها من استفسارات ، ثم أصبحت تتردد على المحل بحجج واهية ، فقد وقع كل منهما بحب الآخر .
طلبها للزواج فاعترضت والدتها و كذلك خالها و عمها، فهو ليس من مستوى العائلة الإجتماعي ، و لكن بإلحاح منها تم الزواج ، و السكنى في قبو أحد الأبنية .… اقرأ المزيد