قصة واقعية*

نزار ب. الزين*

    أحببته بكل جوارحي ، و أحبته كل خلية من خلايا جسدي و كل نبضة من نبضات قلبي ، حتى أنني لم أعد أرى في الدنيا سواه …

و لكن …..

وا أسفاه كان من دين غير ديني ، نبهتني صديقاتي إلى ذلك و لكنني لم آبه لكلامهن ، فهو أولا و آخرا إنسان مثلي ، لا يختلف عن باقي البشر في شكل أو لغة أو طريقة تفكير ، ابتسامته العذبة لا تختلف عن ابتسامات الشباب المنتمين إلى ديني ، و صوته الملائكي لا يختلف جرسه عن أي منهم ، فهو لم يأتِ من الزهرة أو المريخ ، هو إنسان مثلي و مثلك و مثل كل الناس ، إنسان طيِّب المعشر و السريرة ، إنسان ذكي متفوق في دراسته ، إنسان خلوق لم يسمع منه أحد كلمة نابية و لم يتصرف مع أحد إلا بكل ود و احترام ، إنسان أحبني ، فما شأني في عقيدته ؟ ألسنا كلنا في النهاية نؤمن بإله واحد ؟؟

و لكن ….… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

         – نعم أنا الدكتور عبد الجبار أستاذ علم الفيزياء النووية ، لقد قضيت معظم شبابي سعيا إلى بناء شخصيتي العلمية في الخارج ، فحصلت على درجة دكتوراه و درجتي ماجستير قبل أن أعود إلى وطني مرفوع الرأس !
– أبدا لم أفكر باستخدام إمكانياتي و خبراتي العلمية لصنع أو للمساهمة في صنع أسلحة دمار شامل …
– أنا لست سوى عالم يعشق علمه ، و كل همي في الحياة أن أكشف عن خبايا المادة و إمكانياتها الهائلة لتسخيرها في خدمة الإنسانية !
– إطلاقا لم يحصل ذلك ؛ عندما دعاني الرئيس للمساهمة في المشروع ، لم يذكر لي أبدا أنه ينوي تسخير الطاقة النووية لإنتاج سلاح نووي ، بل أكد لي أنه يسعى لاستخدام هذه الطاقة الجبارة للإحتياجات المدنية كإنتاج الكهرباء مثلا ، كما تفعلون في بلادكم .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

    يدخل إلى غرفة الأخصائي الإجتماعي و قد أمسك بيده شادي المتغيب عن المدرسة منذ أيام ثلاثة .

كان شادي بحالة يرثى لها من الخوف ،و بملابس مهلهلة و قذرة و وجه لم يعرف الماء منذ فترة طويلة و كانت عيناه حمراوين إنتفخ ما تحتهما و إسود ؛ ” تلميذكم هذا وجدته نائما في غرفة محول الكهرباء ، و كما تعلم فهذا أمر في غاية الخطورة ، و لكن نظرا لصغر سنه لم أبلغ الشرطة عنه . “ قال الرجل ذلك ثم إنصرف .

*****

كشف الطفل عن ساقه فظهرت آثار عصا في عدة مواضع أحدها ملتهب و متقيح ، ثم كشف عن ظهره و صدره ، فظهرت آثار مماثلة ،أحصاها الأخصائي الإجتماعي  فكانت ثمانية علامات واضحة منتفخة و محمرة .… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

  حسام بك في آخر السبعينيات من عمره ..

أعلن الحرب على الزواج منذ وقت مبكر ، يدعي أن فشل زواج شقيقه و بعض أقاربه جعله يتعظ و يفهم الدرس جيدا .

و مع  ذلك  فله عدة  مغامرات  تافهة – أيام  شبابه – كادت  واحدة  منها  تكلفه حياته .

و مع ذلك فإن مكتبته المليئة بالكتب التاريخية الصفراء مليئة أيضا بكتب تعج بقصص الجنس المثيرة ، بدءاً من ألف ليلة و ليلة بأجزائها  الأصلية الأربعة ( قبل التنقيح )  و ورقها الأصفر ، و انتهاء بسلسلة كتب البدائع الجنسية قبل أن تحظر الدولة  تداولها . و نظراً لغلاء أجهزة الفيديو و توابعها  فقد أحجم  عن شرائها و اكتفى باجترار كتبه الصفراء  كلما شعر بالفراغ و ما أكثر ساعات فراغه..… اقرأ المزيد

قصة واقعية

 نزار ب. الزين*

في الرابعة عشر كان عمره

وحيد أهله بعد أربع بنات

في موسم المدرسة يدرس ، و في موسم الصيف يعمل

كحال معظم الغلمان في قريته الصغيرة محدودة الدخل كان

فعلى طول ضفتي النهر أنشأ أهل القرية المطاعم

و منذ أواخر الربيع و حتى أوائل الخريف  تزدحم  بروادها من ذوي الدخل المتوسط من سكان المدينة ، و تزدحم أكثر و أكثر أيام الجمعة ..

يتوافدون بمختلف وسائل النقل ، بعضهم في قطار النزهة ، بعضهم بحافلات الباص الكبيرة أو الصغيرة ، و بعضهم بسيارات الأجرة ، و الأيسر حالاً بسياراتهم  الخاصة .

مهنة عبد الرحمن في الصيف ، ترتيب مواقف المتنزهين و غسيل سيارات من يرغب منهم .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

       عندما تكفكفت الدموع و هدأت الأحزان ، تجرأت فوزية الشقيقة الكبرى فسألت أخاها حول كيفية تقاسم الميراث ، فكانت صدمتها و صدمة شقيقتها مروعة ؛ فالوالد سجل كل أمواله المنقولة و غير المنقولة باسم فواز .
و تمكن فواز بلباقته و أسلوبه المقنع ، من تهدئتهما مؤكدا لهما أن الوالد – رحمه الله – أوصاه بهما خيرا .

*****

و ذات يوم …
هاتفته شقيقته فوزية ، و طلبت منه ثمن تذكرتي طائرة لها و لابنتها ، فهي تعتزم زيارته ، فلم يتردد بتلبية طلبها ؛ و كان أن قدمت فوزية و ابنتها الشابة ، فرحب بهما و أفراد عائلته أجمل ترحيب .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

دُعي تجار السوق القديم إلى إجتماع عاجل في مبنى بلدية العاصمة و هناك تُليت على مسامعهم الأوامر ..و عليهم تنفيذها بدقة (!!!)
في اليوم التالي وقف التجار عن بعد – تحت الحراسة – يشاهدون عمالا يفرغون محلاتهم الفقيرة ، من محتوياتها ؛ ثم عمالاً آخرين يملؤونها ببضائع جديدة زاهية ، لم تقع عيونهم على مثلها منذ سنوات (!)
في اليوم الثالث شاهدوا موكب الرئيس يتقدم إلى السوق ،
سيادته يترجل ،  سيادته يبدأ بزيارة السوق ، متنقلا من دكان إلى دكان و من متجر إلى آخر ؛
تتبعه أينما تحرك كاميرات التلفزة …
المذيعة الشهيرة تسأل سيادته وقد زينت وجهها بإبتسامة عذبة تناسب المقام ،
و سيادته يجيبها و قد كست ملامح وجهه ، التعجب حينا ، و الثقة العالية بالذات حينا آخر ، و الغضب المتوازن تارة أخرى .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

.

المشهد الأول

– ولدي لما يتجاوز العشرين  يا بنيتي ،

أليس حراما أن يفني شبابه في السجون  ؟

أجهت بالبكاء ،

ثم بذلت جدا كبيرا و هي تلملم نفسها قبل أن تضيف :

– و الله  ثم و الله لم يرتكب إثما ، و لم يشتم أحدا من المسؤولين ، و لم يشاغب ضد الحكومة  ، و أقسم لك أن  المسألة كلها فرية ظالم من بدايتها إلى نهايتها .

فقد كان ابني رشدي – الله يخلي لك أولادك –  متوجها بسيارته  إلى عمله صباحا  في الضاحية  كعادته ، عندما صدمته سيارة كانت تمشي  بعكس السير ، و كان سائقها يقودها بسرعة جنونية كادت تفقد ولدي و ذلك السائق الأرعن حياتيهما !… اقرأ المزيد

أقصوصة*

نزار ب. الزين*

     كانت وضحة ذات الأحد عشر ربيعا ، تلعب من رفيقاتها في المرعى المجاور لخباء ذويها ، عندما أحست بالعطش فانسحبت إلى الخباء لتروي ظمأها .

في المساحة المخصصة للضيوف من الخيمة الكبيرة المصنوعة من شعر الماعز ،  أثار فضولها نقاش يجري  وراء الحاجز القماشي الذي يفصلها عن ركن الضيوف ، أخذ يتضح بعد أن اقتصر على والدها و شخص آخر ، فانصرفت للإصغاء إلى كل حرف :

الوالد : “اسمع يا شيخ العرب ، و هل يمكن لمثلي أن يرد لك طلبا ؟ ستكون طوع بنانك و خادمة بين يديك ، و لكن .. “

تريث قليلا ، ثم … أضاف :

 “و لكنني أستميحك عذرا يا شيخ ضرغام ، أريد سياقها* كاملا ، و وعدا أمام الله و الناس ، ألا تتدخل في شؤونها أي من زوجاتك الأخريات ، لا دخل لهن بها سوى بالمعروف ، و أن يكون لها خباؤها الخاص ، اعذرني يا شيخي ، إنها طفلة ، و الحق حق !… اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب. الزين *

     تحيط بقرية الغدير أراضٍ استزرعها  سكانها من البدو المستقرين حديثا رغم صعوبة استصلاحها ، و لكن النبعتين الغربية و الشرقية ، كانتا  تشجعان السكان الجدد على الإستمرار ، رغم صعوبة المناخ و تدني الحرارة إلى ما دون الصفر معظم أيا الخريف و الشتاء .

عندما تهطل الأمطار  تفيض النبعتان  بالماء  و تظهر ينابيع أخرى  هنا و هناك ، فتغرق ما زرعه السكان و قد تخربه ، أما في الصيف فتكاد النبعتان – و خاصة الشرقية منهما  تجفان  – مما جعل الزراعة الصيفية مستحيلة !

دوما ، كان السكان يشكون من اضطراب مصدرهم المائي ، فيفيض عندما  لايكون له حاجة و ينضب عند الحاجة ، إلا أن إمتلاكهم لبعض الماشية ، كان يمنحهم بعض التعويض .… اقرأ المزيد