قصة

نزار ب. الزين*

بمناسبة الذكرى الستين للنكبة

دعا قائد ال( ها غانا ) في مدينة حيفا عددا كبيرا من الضباط البريطانيين ، إلى حفل تكريمي ساهر في كازينو(بيت غالين) على سفح  جبل الكرمل ، حيث أحيطوا بمظاهر الحفاوة بشكل لم يسبق له مثيل .

  كانت النساء و الفتيات اللواتي ارتدين أثواب السهرة الزاحفة عند القدمين و الكاشفة لظهورهن و معظم نحورهن ، يتنافسن في خطب ود الضباط الضيوف ، بينما أبدى هؤلاء بدورهم من اللطف و البشاشة ما  أشاع الدفء في جو الحفل .

و كان الميجر ( سمِث ) المسؤول عن مخلفات الجيوش البريطانية ، قد فرغ لتوه من أداء رقصة ( السلو فالس ) التي يعشقها  الإنكليز ، مع زوجة أحد زملائه الضباط ، فما أن أوصلها إلى مقعدها مقدما لها شكره ، حتى دار على عقبيه متجها نحو المائدة المفتوحة ، الحاوية على ما لذ و طاب ، فتناول  كاسا جديدة من ( الويسكي ) دفعة واحدة ، ثم توجه إلى غرفة التدخين ، فقد أحس بحاجته الشديدة إلى الراحة و بعض ( النيكوتين ).… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

الزمان : العاشرة من صباح الرابع عشر من أيلول( سبتمبر) 1982

المكان : نقطة تفتيش إسرائلية  في شارع المزرعة في بيروت المحاصرة .

   محمود  و أفراد عائلته يتوجهون نحو  حي صبرا بسيارتهم الخاصة

 – هوياتكم .

 يقول الإسرائيلي بالعربية ( المكسرة ) ، ثم يضيف :

 – كيف سمحوا لكم بالمرور؟

  يجيبه محمود :

– مررنا خلال سبعة حواجز و كلهم سمحوا لنا بالمرور ..

 – من أين أتيتم ؟

– من الجبل …

 يتناول الجندي هاتفه اللاسلكي ، يرطن بالعبرية لفترة ، ثم يلتفت إليهم قائلا :

– أنتم رهن الإعتقال !

 يصرخ الأطفال ، تمد أمهم رأسها  محتجة  :

– و ماذا فعلنا ؟

يشهر رشيشه ( العوزي ) في وجهها و يأمرها :

– إخرسي و سدي أفواه أولادك  ، و إلا ثقبت رأسك و رأسهم ..… اقرأ المزيد

تربية

معلم في قرية ، قال لأصدقائه في إحدى الإجازات متبجحا : ” إذا شعرتُ أن طلاب الصف بدؤوا بالشغب ، أتوجه إلى أكبرهم سنا ، حتى لو لم يكن مذنبا  ،  فأوسعه  ضربا  بعصاي ، بيديَّ  ،  بقدميَّ ، أرهبهم   به  فيهدؤون !…”

حارق القرى

و عندما كان قائدا للجيش ، ضايقته مقاومة السكان الأصليين الشرسة ، فعمد إلى إحراق قراهم بما و من فيها ، دون رحمة بطفل أو امرأة أو شيخ ، و عندما سيطر على الموقف ، تم انتخابه أول رئيس لأعظم دولة استيطانية .

امبراطور الموت

عندما  انتهت الحرب العالمية الثانية في الغرب و طال أمدها في الشرق  ، أمر بإلقاء أول قنبلة نووية ، ثم أتبعها بثانية ، فاستسلم العدو بعد أن أنهكتهم مقاومته الشرسة ، و بدأت من ثم إعادة تشكيل مجتمعه ، و هو حتى اليوم من أقوى أذنابه .… اقرأ المزيد

رواية قصيرة

 نزار ب. الزين*

           عتريس ، فلاح من ريف ممفيس ، نشأ على ضفاف واحدة من ترع النهر الخالد ، شرب من مائها ، اغتسل فيها ، نقل منها إلى أرض أبيه ، تعلم العوم على سطحها  و الغوص في عمقها ، حتى سرت  في دمه  فتوحد  كيانه بكيانها .

لذا ، فهو يوم علم أن الطاغوث قرر تدنيس الترعة ، لم يجد صعوبة في تقبل نداء التصدي ، عندما أطلقه رعمسيس الثالث عشر ، حتى و إن لم يكن إبن آمون .

أبو عتريس ، فلاح من ريف ممفيس  ، فلاح بسيط و لكنه طموح ، أراد أن يخترق الحلقة المجوفة التي كان يدور فيها و أهل قريته .… اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب. الزين*

لا أدري لِمَ تتزاحم الذكريات  في رأسي هذه الأيام  كأنها سيل دافق ؟!

لا أدري  لِمَ يطوف شبان يافعون في مخيلتي  قضوا قبل أن يبلغوا عتبة الرجولة  ؟

لا أدري  لِمَ  يحوم  عوني و فريد  و نضال  داخل جمجمتي  مع أنهم مضوا بعيدا بعيدا ، منذ أكثر من اثنتي و عشرين حولا  ؟…

ترى هل هي وطأة  القهر المتواصل ؟

أم  هي  وطأة  تقدم  العمر ؟

 

*****

-1-

فريد ، كان إبن جاري  ، عرفته صبيا في المرحلة الثانوية ، هادئا ، خجولا ، جادا ، لا شاغل له غير همه الدراسي ، ثم حصل على شهادته الثانوية بيسر ، فأرسلته منظمته في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفييتي  .… اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب. الزين*

     تلقى  الميجر شمعون هاتفيا ، نبأ انسحاب الكتيبة العربية  بابتسامة عريضة  ، فهو يعلم أن هذا الحدث هو بداية العد التنازلي لتنفيذ عملية ( داني2 ) .
إرتدى ثيابه العسكرية على عجل ، و وقف برهة تجاه سريري ابنتيه راحيل و راشيل ، ثم إلتفت إلى زوجته ساراي فقبلها ثم مضى مسرعا قبل أن تلمح عينيه المغرورقتين .
و سرعانما لفظته ( بتاح تكفا ) لتستقبله ( بن شمعون ) حيث مقر قيادة العملية ، و هناك تلقى جزئية الخطة المنوطة به في غلاف مغلق ؛  و في الساعة العشرين فض المغلف ليكتشف أنه مكلف و أفراد سريته  بدور رأس الحربة  ، و ستُحمل السرية على عربات مصفحة خفيفة قادرة على سرعة المناورة و عربات ( جِب) محملة بمدافع البازوكا .
اقرأ المزيد

قصة

 نزار. الزين*

  بيتوئيل ، حاخام يهودي شاب ،إلا أنه رغم صغر سنه النسبي أصبح قياديا بارزا في إحدى المنظمات الاستيطانية ، و أصبح تأثيره واضحا ، خاصة على طلاب المرحلة الثانوية ، و أصبحت مواعظه و مواضيع خطبه المثيرة حديث العائلات في مستوطنة ( كريات أربع ) و ما جاورها .

صوته الأجش و طلاقة لسانه و نظراته النافذة و معلوماته التاريخية – التوراتية ، و إتقانه للعبرية ) رغم أنه لم  يكن يعرف عنها حرفا قبل حضوره إلى فلسطين  مهاجرا مع أهله من الاتحاد السوفييتي  ( ،  إضافة إلى إتقانه إلى لغته الأم  و اللغة الإنكليزية و إلمامه بالفارسية و بعض العربية أيضا ؛ كل ذلك جعله رجلا مدهشا ، و خاصة عندما كان يتحدث عن الميثولوجيا الدينية التي تبهر اليافعين عادة ، و تثير انفعالات العجائز و الروحانيين .… اقرأ المزيد

ق ق ج : نزار ب الزين*

     لدى  بلوغه  الدرجة الأخيرة من السلم لفت نظره سيدة مكومة فوق مقعد  في شرفة جاره الأرضية ، كانت  ترتعش بردا و في يدها لافتة صغيرة فوق قطعة متهالكة من الورق المقوى ، كتبت عليها ” هوملس Homeless ” أي بدون مأوى ، فأثارت فضوله .

ألقى عليها تحية الصباح  ، فردت التحية بصوت مرتجف ،

ثم …

طلبت منه راجية ما يقيها هذا الصقيع ..

و لكن من أنت  ؟ سألها مستغربا ، فأجابته :

– أنا مطرودة ، طردني أولادي الثلاثة بما فيهم ابنتي التي تعيش  في هذه الشقة ، و لم أجد مكانا أبيت فيه  لأتقي هذا البرد القارس  سوى شرفتها !!… اقرأ المزيد

أقصوصة : نزار ب الزين

   منذ  عشر سنوات و حتى اليوم  يتردد نفس الحوار على الهاتف ، بين أنطوني و ابنته ماريا :

– “داد “… أرجوك أخرجني من هذه المكان اللعين …

= طبيبك يرفض خروجك يا ابنتي ، و ليس بوسعي مخالفته ، تصبحين على خير …

بعد خمس دقائق ، باكية معاتبة …..

– “داد”… لماذا أغلقت مسرة الهاتف في وجهي ؟

= قلت لك تصبحين على خير .؟.!…..

– أخرجني من هنا يا أبي ، أكاد أختنق !

= سأسأل طبيبك غدا صباحا …

– طبيبي يكرهني ، كل يوم يضع الكهرباء في راسي فيسبب لي  ألما شديا ، أنقذني من براثنه ، و أخرجني من هنا يا أبي ، لم أعد أطيق صبرا !!!… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب الزين

.

.

     اتصلت  بالدكتور عزيز زوجها السابق مستغيثة متضرعة :

– أرجوك يا عزيز  “بريتي”  مريضة جدا  و اعتقد أن حرارتها عالية ، هل بإمكانك  الإطلال عليها بعد إغلاق عيادتك ؟

 نهرتها أمها  : << تستنجدين بطليقك ؟ هل جننت يا ” لوسي” ؟ >> ، <<لا عليك يا أمي ، لقد اتفقنا أن نظل أصدقاء ! >> ، أجابت لوسي التي ما لبثت أن عادت إلى قلقها و توترها ..

ثم ..

جاء الدكتور عزيز ،

ثم …

جس نبض “بريتي” ،

ثم ….

قاس حرارتها ،

ثم …..

 هز رأسه يمنة و يسرة متأسفا و هو يخبر طليقته :

– حالتها خطيرة ، و يجب نقلها إلى المستشفى حالا !… اقرأ المزيد