ق ق ج

نزار ب. الزين*

فليصحوا من ثباتهم

تناقلت الأخبار عن تفجير سيارة شاحنة في أحد الشوارع المزدحمة في عاصمة عربية ، فأودى بحياة أكثر من مائة بريء  بينهم نساء و أطفال ، و جرح عدد أكبر ، و تهديم  أربعة أبنية و تضرر عشرة ابنية أخرى على الأقل …

و في  إحدى  الدوائر الحكومية  قي  بلد  عربي  بعيد ، كان الحزن باديا على عرب ذلك البلد من الموظفين المقيمين هناك ، نظر إليهم الأستاذ حمدي  شذرا ، ثم تساءل : ” لِمَ أنتم حزانى ؟ شعبكم يستحق ما حصل له ، لعله يصحو من ثباته ، فيثور على نظام حكمه العلماني الكافر !!!”… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

          آلمته العنصرية المستفحلة ، في البلد الذي يعمل فيه ، و الكراهية لكل من هو غير مواطن من بني يعرب مع أن أهل هذا البلد من بني يعرب ، فكتب باستخدام آلته الكاتبة المتهالكة ، مقالا ناريا مفندا مظاهر هذه التفرقة بين المواطن و المقيم مدعوما بالشواهد ،
ثم ..
وقعه باسم “مجموعة من الخبراء و المربين و الأطباء”
ثم …
سهر الليل كله في طباعة عدة نسخ منه ،
ثم ….
صدرها إلى الصحف المحلية ، و أمانة مجلس الأمة ، و بعض النواب المعروفين بكراهيتهم الشديدة لكل من هو عربي غير مواطن .
*****
في اليوم التالي …
صدرت الصحف تهاجم المجموعة مجهولة الهوية و تصف أعضاءها بخفافيش الليل .… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

    خشية على الأبناء من انجرافهم بتيارات الثقافة الغربية،  و حرصا على القيم  العربية الأصيلة ؛ قررت الأسرة المكونة من الوالدين و ابنتيهما الفتيتين و ابنهما الصغير ، العودة إلى الوطن .

اشتروا  مستلزمات شقتهم التي يملكونها هناك ، بما فيها الثلاجة و التلفاز الرقمي ، و حتى أحدث صيحات الحاسوب مع تجهيزات المكتب التي تناسبه …

ثم …

أرسلوها عن طريق الشحن الجوي  المضمون .

ثم ….

ابتاعوا  ما يحتاجونه من أفخر أنواع الثياب  و نضدوها في أفخم أنواع الحقاب الجلدية .

ثم …..

اشتروا تذاكر السفر بالدرجة الأولى….

كل ذلك تم باستخدام بطاقة الأئتمان.… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب الزين*

-1-

أعلنت دائرة اليانصيب الأرقام الرابحة ، فوجئ سعيد بأنه يحمل رقم الجائزة الأولى و قدرها عشرة ملايين ليرة سورية ؛ هرع و معه شقيقه ، و هما يكادان يرقصان فرحا .

فوجئ سعيد بلوحة إعلان كبيرة معلقة فوق المدخل ، كُتب عليها : ” نعتذر عن تقديم الجائزة الأولى ، فقد اكتشفنا أن عجلة الحظ كانت مكسورة ! “

-2-

أعلنت وزارة الداخلية في دولة عربية غنية ، أن من مرعلى إقامته المشروعة في الدولة أكثر من خمس سنوات ، يحق له  التجنس ، و  أن هناك خمسة مراكز للتسجيل ..

فاندفع الناس المقيمون من مختلف الجنسيات العربية ، و تزاحموا أمام مراكز التسجيل …

في اليوم التالي ، أعلنت وزارة الداخلية عبر وسائل الإعلام : ” نظراً للأعداد الكبيرة المتقدمة للتجنس ، فقد قررت الحكومة – آسفة – سحب القرار المذكور ، و إغلاق مراكز التسجيل ” .… اقرأ المزيد

حوار قصير جدا

أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

المسؤول   : لاحظت أنك تنفق مبلغا لا يستهان به شهريا على أعياد ميلاد نزلاء الدار !

مدير دار الضيافة* : كما تعلم يا أخي ، فإن الدار تستضيف الأطفال الذين يعانون من مشاكل الإهمال الأسري أو التفكك الأسري ، و ياتون إلى الدار و هم في حالة ضياع ، لديهم غالبا إحساس عميق بأنهم غير مرغوب فيهم ؛ و الاحتفال بعيد ميلاد أحدهم ، وسيلة ناجحة تساعد في تدعيم ثقة الطفل بنفسه.

المسؤول   : و لكن في الإسلام لا يوجد غير عيدين الفطر السعيد و الأضحى المبارك .

مدير الدار :  و ماذا عن عيد المولد النبوي الشريف ، و عن عيد الإستقلال ، و عيد الأم ؟

المسؤول  :   كلها  بدع !… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

عوافي و هنا

في قاعة فسيحة قابلها  حاجز ذي نافذة  صغيرة ، ظهر من ورائها مكتب الموظف المسؤول عن تثمين البيوت لفرض ما يناسبها من ضرائب ، كان المكتب فخما ، رصت فوقه أدوات المكتب بعناية ؛ إلا أنه كان خاليا ، مع أن عقارب الساعة كانت تشير إلى العاشرة صباحا ،

ثم ..

تكاثر المراجعون

ثم …

 أخذوا يتهامسون ضجرا و تذمرا

ثم….

 تجرأ أحدهم فقال متهكما : ” ترى هل نحن في عطلة رسمية و لا ندري؟ “

ثم….

مر الآذن* سأله أحدهم : ” أين سعادة البيك ؟”

و أمام  ذهول جميع المراجعين ، أجابه الآذن غاضبا : ” دعه يهنأ بتناول فطوره يا أخي !… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب الزين*

-1-

     اشتهت زوجته الحامل خبز التنور ، فلباها على الفور رغم بعد المخبز المختص بهذا النوع .

عندما حان دوره ، لفتت نظره حروق و قروح ينزف منها القيح و قد ملأت يدي الصبي ، الذي يقوم بإلصاق رقائق العجين على جدران بيت النار .

كان الرجل في غاية التهذيب عندما احتج لدى صاحب المخبز قائلا :

“ألم تلاحظ قروح أجيرك ، إشفق عليه يا أخي ، إذا لم تشفق على زبائنك من تناول خبزك الملوث ”  ؛ و لذهوله الشديد انفجر الخباز في وجهه غاضبا و بأعلى صوته صاح بالرجل : ” ألا تخاف ربك يا هذا ؟ هل هناك راد لقضائه ؟ و هل تسعى لخراب بيت الصبي و هو الذي يعيل أمه و إخوته اليتامى ؟ ألا تعلم أن قطع الأرزاق أصعب من قطع الأعناق ؟!… اقرأ المزيد

أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

        لم  يكن  “أمين”  يتخيل  أن  يحدث  ما  حدث ، و لكنه  حدث …

كان متجها نحو فرع البنك رقم ( 5 ) الذي يديره ، عندما سمع قصف المدفعية ، ادار مفتاح المذياع على عجل ليفاجأ  بأن جيش الدولة الجارة قد اخترق الحدود ، و أن بعض قواته احتلت مبنى التلفزة و أخرى تحاصر القصر الأميري ..

ثم ابتدأت فوضى السير على الطريق السريعة التي اعتاد المرور فيها ، و كاد مرارا يتعرض للاصطدام بعربات تسرع في إتجاه عكس الطريق ، فشعر بخطورة الموقف ، و لكنه أصر على المضي قدما ..

بلغ الآن مبنى الفرع ، أوقف سيارته ، دخله ، جلس وراء مكتبه ، تناول مسرة الهاتف ، إنه لا يعمل …فاشتد قلقه ، و لكنه ظل صامدا ..… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب.  الزين*

       بينما  كانت حرية عائدة إلى منزلها ، استوقفها شرطي إسرائيلي ، سألها عن سبب إنتفاخ بطنها ، إرتبكت ، و قبل أن يستمع إلى إجابتها ، إتصل بالمركز ، و في ثوانٍ كانت سيارة الشرطة تتوقف إلى جوارهما ، نزل منها شرطيتان و قد زينت عمرتاهما النجمة السداسية ، قيدتا يديها و لم تصغيا  إلى توسلاتها من  أن  طفلتها  في البيت لوحدها .

في المخفر هدأها المحقق ، و طمأنها بأن طفلتها ستكون في حضنها  قريبا .

سألته عن تهمتها ، فأجابها بأنها الحَمْل ، سألته مستغربة :  ” و هل الحمل جريمة ؟ ” ؛ وسع المحقق إبتسامته و هو يجيبها ، ” إن إنجاب أكثر من طفل واحد في الأسرة الواحدة محظور على العرب داخل الخط الأخضر ؛ ألا تعلمين ؟ ”

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترباقرأ المزيد

بقلم : نزار ب. الزين*

– لا تؤاخذيني يا عروس ، و لكنها المرة العاشرة هذا الأسبوع على الأقل ، تطلبين مني بعض حاجاتك ، مرة قليلاً من الملح ، و مرة كوباً من السكر ، و مرة رغيفاً من الخبز ، و اليوم تطلبين مني قطعة لحم لتكملي ( طبخة الملوخية ) ؟
هل أنجبتك ثم نسيتك يا عروس ؟!
تجيبها مستاءةً :
– الله يسامحك يا أم محمود !
تكسرين خاطري من أجل قطعة لحم ؟
أتظنين أنني أتسول منك  يا أم محمود أو أنني بحاجة إليك  أو  لغيرك ؟
و لكنها الظروف ! أنت تعلمين أن زوجي مهندس و دخله أفضل من دخول معظم أزواج جيراننا ، و لكنه  لكثرة  أشغاله ، ينسى  إحضار  بعض التوافه !… اقرأ المزيد