نزار ب. الزين*

-1-

كانت الموظفة تبكي بحرقة ، عندما تقدم منها مديرها قائلا بصوت حاول أن يخفضه قدر المستطاع :

– ألم تصمتي بعد ؟ إخرسي و عودي إلى عملك فورا ، و إلا  صفعتك أمام كل زملائك و جميع هؤلاء المراجعين ؟؟!!!

-2-

غضبت ناظرة المدرسة  على إحدى المعلمات ، فصاحت في وجهها قائلة :

– إفتحي يدك في الحال :

ثم ضربتها على راحة يدها أمام من حضر من زميلاتها بمسطرة كانت تحملها ؟!؟!؟!

-3-

المفتش : أراك لم تكمل سجلاتك  و ملفاتك ، و كل ما أوصيتك به لم تنفذ منه شيئا ، ما هي حكايتك يا “سِ*” شحادة ؟

يصمت أمين المخزن و يطرق  مرتبكا …

يصيح المفتش في وجهه قائلا : – ما بالك  يا  ولد ؟ سألتك  ما هي حكايتك …أجبني ؟!!!… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

     كانا يتسكعان بعد الدوام المدرسي ، هما صديقان و زميلان  في الصف الثاني الثانوي ، في الثالثة عشر من العمر ؛ لمحا  تلميذتين في عمريهما تقريبا خارجتين لتوهما من مدرستيهما ، نادى محمود ” يا قمر !.. ” فالتفتت إحداهما ، فأكمل محمود متصنعا الغناء : ” بص في عيني ، شوف حبيبي و شوف جماله ” ، فضحكت الفتاة و شاركتها زميلتها الضحك ، و لكنهما تابعتا سيرهما مسرعتين .

ظن محمود و زميله أن الفتاتين تجاوبتا لغزلهما، فأصرا على متابعتهما ، صعدتا الحافلة فصعدا وراءهما ، هبطتا منها فهبطا وراءهما ، غنى محمود ثانية : ” حبيبي ..… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

     أشرف و رامي صديقان  ، يعملان في سلك التدريس ، الأول مدرس تربية بدنية ، أما الثاني فهو مدرس لغة عربية .

     في البلد الخليجي الذي كانا يعملان فيه ، لم تكن المستلزمات الإضافية للعملية التربوية قد اكتملت بعيد الإستقلال ، فكان على مدير المدرسة – الذي يسمونه هناك ( ناظر المدرسة ) – كان عليه أن يتدبر أمور إدارته بنفسه ، و بناء عليه كلف الأستاذ رامي بأعمال السكرتارية مقابل تخفيض نصف جدوله التدريسي .

    مر الكثير من الزملاء على غرفة الأستاذ رامي ليباركوا له ، و لكن عندما قدم الأستاذ أشرف ، أطلق صفرة عالية من فمه أعقبها بتعليقه : ” ما شاء الله ….… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

   هي  فاتنة..جذابة.. مغرية .. ساحرة …

تحمل كل الصفات .

صفات  يحلم  بها الشيوخ قبل المراهقين و الشبان  .

و هي غنية ، غناها فاحش ، يعادل كل ثروات البلاد .

فهي مكللة بتيجان الماس و الزبرجد ،

و مرصعة الجيد بعقود اللؤلؤ و الجواهر ،

و الذراعين بأساور الذهب و اللجين ،

و القدمين بخلاخيل العقيق و الفيروز ،

ملتفة بالحرير و الديباج ،  أينما تحركت ،

و محاطة  بوسائد الفراء و ريش النعام ، أينما جلست أو اضطجعت…

***

من ينل وصالها لن يتمكن أبدا من الإفلات من سحرها ،

و لن يفكر أبدا بهجرها ،

مهما قست عليه الظروف أو داهمته الأخطار …

فمن أجل عينيها ، يقتلون …يصلبون ..… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

       سكنت في الريف ، اختصارا للنفقات ..

و لكنها أحست أن بعض التحف الثمينة التي قُدمت إليها يوم  زفافها ، أخذت تتناقص …

و ذات ليلة ..

شعرت بحركة مريبة في حديقة المنزل ، كانت صوت أقدام تتحرك ، فجمعت أولادها على عجل في غرفة الضيوف ، و أحكمت إغلاق بابها ، و دعمته ببعض قطع الأثاث  .

و قد شاهدوا جميعا – و هم يرتعشون هلعا – قبضة الباب و هي تتحرك في محاولة يائسة لفتحه …

و إذ عجز اللص عن دخول الغرفة مضى خائبا ..

*****

لم يعد السكوت على ما يجري ممكنا ، فتوجهت إلى مخفر الشرطة ، و طلبت مقابلة رئيسه.… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

      التهم شطيرة الفلافل مقرونة بعدة رشفات من النبيذ الأحمر الذي يعشقه ، ثم أخرج من جيبه علبة لفائف التبغ ، فأشعل واحدة و أخذ يرتشف دخانها بشغف ، و هو يردد أغنية قديمة : ” الدنيا سيغارة و كاس …للي ظلموه الناس ..” ؛

 ثم …

اندس في فراشه جالسا  ،

ثم …

التفت نحو كومة  الرسائل التي كان قد نضدها بعناية فوق الدرج المجاور لسريره ،

ثم ….

ابتدأ يفضها واحدة إثر واحدة بعناية خبير متمرس ، مستخدما قطعة إسفنج مبللة ، و مع كل رسالة كان يصدر تعليقا منغما يتناسب مع ما اكتشفه .

* ” عيني  عيني على العاشقين … حيارى و مظلومين !… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

       جلس المدير و معاوناه حول طاولة الإجتماعات ، و قد قطبوا جباههم و بدا في وجوههم  هم كبير ، قال أبو سالم معاون المدير لطابق الثانوية العلوي  : ” حسّان هذا فرض نفسه شريكا لنا ، أرى أن نبلغ عنه بتهمة الإختلاس ! ” أجابه أبو منير معاون المدير لشؤون طابق الثانوية الأرضي ، معارضاً : ” إختلاس ماذا ؟ لقد أبرز لنا إيصالات بما أنفقه ، إصلاح المدفئة في صف  ، إبدال الزجاج المكسور ، في صف آخر ، إصلاح مقاعد صف ثالث ، إبدال السبورة المتآكلة في صف رابع ، مساعدة عشرين طالب فقير لم يتمكنوا من شراء كتبهم .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

        أنيس بك مدير دائرة حكومية ، مشهود له بالإستقامة و النزاهة و النشاط ، و كذلك بالإخلاص في مجالي العمل و الأسرة ، إقترب الآن من الستين عمرا ، و بدأ خطر التقاعد – كما كان يردد – يقترب منه ، فهو لم يستطع التخيل أنه سيقضي أيامه المقبلة مقعدا في بيته كالعجزة ، ثم رفع طلبا بالتجديد إلى رؤسائه مؤكدا لهم أنه لا زال في صحة جيدة و في أوج النشاط ، فجاءه الرد  من دائرة شؤون الموظفين ، أنهم قرروا التجديد له حتى نهاية العام الحالي ، أي – و كرما منهم –  خمسة أشهر أخرى  .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

        عندما  توفي الأمير الكبير ، حزن عبد الحميد حتى البكاء ، فقد كان الأمير طيب القلب ، عطوفا على شعبه و على ضيوف أمارته من العمال و الموظفين ، سواء بسواء ، فقدم لهم الكثير الكثير من الإصلاحات و نفذ الكثير الكثير من وعوده يوم تبوأ منصبه ، فبنى بيوتا لذوي الدخل المحدود مقابل أقساط مريحة ، و أمر بشق شوارع و طرقات جديدة لتستوعب الضغط المروري الهائل ، و أصلح نظام العلاج الطبي ، و أمر ببناء المدارس و المستشفيات ، و الأهم من هذا كله فقد رفع مستوى رواتب الموظفين و العمال بدون تمييز لتتناسب مع التضخم المالي الذي اكتوى بناره الكثيرون ، و كان عبد الحميد من المنتفعين بهذه المكرمة الأميرية التي أنعشته و جعلته يشعر بالفضل و الإمتنان.… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

   نزار ب. الزين*

قُبل الدكتور ماهر  في  مستشفى الصوفية الخاص  كطبيب طوارئ في البداية ، و بسرعة مدهشة أثبت جدارته كطبيب ماهر في مهنته ، إنساني في سلوكه ، حتى أصبح محل احترام  مرضاه و زملائه و رؤسائه على السواء .

و بعد أقل من سنة ، رُقي إلى طبيب مسؤول عن أحد الأجنحة ، فكانت سعادته لا توصف  ؛ و إذ شعر  أنه استقر ماديا و معنويا أقدم على الزواج ، و قد شاركه فرحته جميع زملائه بمن فيهم مدير المستشفى .

و ذات يوم ، استدعاه مدير المستشفى …

كان المدير متجهم الوجه ، عاقد الحاجبين  ، محمر المقلتين ، اضطرب الدكتور ماهر حين رآه في هذا الحال ، فتوجس شرا و أخذ يضرب أخماساً بأسداس ؛ و بصعوبة بالغة أخرج المدير كلماته المفجعة :

– أنت مُسرح يا دكتور ماهر !!… اقرأ المزيد