قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

     تنظر إلى عينيه و قد أنهكهما القلق و الأرق،

تشفق عليه ،

تسأله للمرة العاشرة عن همه ،

يجيبها بعد صمت طويل..

<<إنها المسؤولية يا عائشة ، إنني فعلا  أحمل أكبر الهموم ..

لا أحد يلتزم بالمعايير يا عائشة ..

حيوات الناس مهددة بأكبر الأخطار ..

و لكن ..

و لكن ، لا أحد يهتم بأرواح الناس يا عائشة .. لا أحد >>

 تجيبه لائمة  : << و هل أنت لوحدك  ستصلح  الكون ، يا عدنان ؟>>

<<إنها أرواح الناس يا عائشة >> يكررها  بصوت حزين مرهق ، ثم يضيف :

<<  حتى لو كان البناء يخص أمير ، فالمعايير الهندسية لا تعرف أميرا أو وزيرا ، إنها قوانين ، المساس بها يعني الانهيار …الخراب … الدمار …الموت..… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

 الخروف (رافض) ، تجرأ فخرج إلى سطح منزله ، فالقى على أحد الذئاب حجرا أصاب رأسه مباشرة فأرداه قتيلا .

تشجع خرفان آخرون  ، صعدوا إلى أسطح منازلهم و أخذوا يلقون الحجارة على الذئاب ..

صاح كبير الذئاب : عاو…ووووووووو….

فتصايح بقية الذئاب ليبلغ عواؤهم  عنان السماء…

 كانت إشارة كبيرهم كفيلة ببدء الهجوم ..

اخترقوا الأزقة ، حاولوا  اقتحام المنازل ، افترسوا بعض الخرفان الضعيفة..

و لكن أهل القرية كانوا قد ملؤوا كل مكان بالفخاخ ، فسقط فيها الكثير من الذئاب ، و تم احتجاز بعضها .

ملك الذئاب يجن جنونه  و يعلن حالة الحرب و الطوارئ…

مندوب مملكة الذئاب في مجلس الغابة الأعلى ، تقدم بشكوى مُرَّة : << قرية مارق تقاوم الإحتلال ..قرية… اقرأ المزيد

أقصوصة رمزية

نزار ب.  الزين*

        جلست حمامة  فوق عشها في أعلى الشجرة الباسقة ، محتضنة بيضاتها الأربع بحنان بالغ بينما إنهمرت دموعها  غزيرة ؛ سألها وليفها  : << ما يحزنك يا حياتي ؟ >> ، أجابته و قد اختنقت كلماتها بعبراتها : << هذا الجدار اللعين !  يستلب الأرض و الماء و يخرب الزرع و يقضي على الضرع…. و يسرق فرحة الأطفال –  الذين طالما استمتعت بمشاهدتهم  يلعبون في الساحة الكبيرة –  ! لقد جزأ هذا الجدار اللعين حتى ملعب البراعم   !.. >>  يجيبها  وليفها  بحنان  مقرونٍ  بالحكمة : << مهما علا الجدار فلن يبلغ السماء علوا ! >>

——————

* نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد

أقصوصة بقلم : نزار ب. الزين*

         بينما كانت الحمامة البيضاء تقوم بتنظيف عشها إستعدادا ً لإنجاب جديد ؛

و بينما كان زوجها يقوم بطيران مكوكي جيئة و ذهابا  حاملا بمنقاره أعواد القش ، ليدعم بها ذلك العش ؛ إذا  بفراخهما  تعود مذعورة نحوهما و قد انتابتها حالة من الرعب و الهلع !

” ماذا ؟ ما الأمر يا أحبائي ؟ هل في الجو صقر أو نسر ؟ أم  زنانة ؟ أم حوامة ؟ ” قالت الحمامة البيضاء ، ثم أخذت تهدئ من روع فراخها ، عندما كررت السؤال بعد حين ، أجابتها إحداها ” إنهم يطلقون الرصاص ! “

تضحك الحمامة البيضاء ، تربت بجناحيها فوق ظهور فراخها ، ثم تقول لها : – تعالوا أحكي لكم قصة  بني يعرب :

إذا دافعوا عن  وطنهم يطلقون  الرصاص على أعدائهم .… اقرأ المزيد

أقصوصة و حوار

نزار ب. الزين*

 وقف ذكر الحمام على غصن عالٍ و قد ملأ فمه بالحبوب التي كان يطحنها في حوصلته على مهل ، تلفت كعادته يمنة و يسرة ، رفع رأسه نحو السماء ، إطمأن لعدم وجود صقور في الجو القريب ؛ توجه الآن إلى عش عائلته ليلقم فراخه .

فوجئ بأنثاه تبكي ، فسألها متعجبا و بشيء من العصبية :

– ما يبكيك اليوم ؟، ألا تملين البكاء ؟ ألم تعوّدي نفسك على ضبط أعصابك ؟ ألم أنصحك مرارا بأن تلقي همومك و أحزانك خلف ظهرك ؟

تجيبه و هي تحاول أن تكفكف دموعها :

– كلما قتلوا طفلاً تخونني أعصابي و أشعر بقلق كبير على فراخي ، فكيف إذا قتلوا عائلة بكاملها كانت تتنزه على شاطئ البحر ؟ أليس لهذا الليل من آخر ؟

تصمت قليلا مطرقة الراس ، ثم تكمل :

– ألا ترى أن ما يجري يدعو إلى الجنون ؟ ألم يعتبر بنو البشر من دروس التاريخ ؟

يقولون أنهم تعرضوا للظلم و العقاب الجماعي و الإبادة الجماعية ، فكيف أنهم يمارسون الظلم و العقاب الجماعي و الإبادة الجماعية ؟

يجيبها و قد تأثر بطرحها :

–  بهذا معك كل الحق ، أتدرين ؟ فراخنا كبرت ، و بإمكاننا تركها لبعض الوقت ؛ تعالي نسأل حكيمة الطيور ، فقد نجد لديها تعليلا  لما يجري !… اقرأ المزيد

          صعد  زعيم ديوك الحبش* فوق منصة عالية خطيبا ، فقال :
اليوم يحتفل عالمهم بيوم الحبش و يسمونه ( يوم التوركي ) ، هو بنظرهم احتفال عائلي ، و بنظرنا مذبحة كبرى تحيق بالملايين من شعبنا الضعيف المسالم ، و لأن تاريخهم حافل بالمذابح ، فإني أعتقد جازما أنهم يخططون قريبا  لمذبحة بشرية جديدة ، فسيان عندهم الديوك و البشر !!!…
========================

*ديك الحبش في بلاد الشام : الديك الرومي في مصر و بلاد أخرى ، و هو الديك التركي في اللغة الإنكليزية .

========================

*نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب… اقرأ المزيد

 أقصوصة

 نزار ب. الزين

     عاد  ذكر الحمام إلى عشه و قد حمل في فمه وجبة لذيذة ليقدمها إلى فراخه ، فوجد أنثاه و قد  اصفر وجهها ، بينما  لجأ فراخه إلى صدر أمهم التي أخفتهم تحت جناحيها ، فسألها منزعجا  :
– ماذا جرى أثناء غيابي ، و ما الذي أرعبكم إلى هذا الحد ؟
أجابته دامعة العين :
– سمعنا دوي انفجارات متتالية ، ثم حامت في الجو صقور كثيرة ! و اعتلى بعضها فوق قمم الأشجار خارج السور ، و كأنها تتحفز لشن هجوم جديد .
فأجابها مبتسما :
– ما سمعتموه من دوي ، كان اقتتالا بين فئات متناحرة من بني يعرب !!!!… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

   تقدم ممثل مملكة الأرانب  البرية بشكوى عاجلة إلى مجلس أمن الغابة ، التابع لهيئة الأصناف الحيوانية المتحدة ، يقول فيه أن الثعالب تكررت اعتداءاتها على حدود المملكة رغم المعاهدات المعقودة بين الطرفين ، و قد تمادت الثعالب في اعتداءاتها اليومية و افتراسها أعدادا كبيرة من الأرانب البرية و خاصة منها (الخرانق)* ، و إضافة إلى ذلك فإن جشعها لا حدود له ، فهي تقتطع كل يوم رقعة جديدة من أرض مملكة الأرانب البرية ، مختارة أخصبها و أكثرها ماء و ثمارا ، لتضمها إلى أرضها المغتصبة ، مستخدمة  حججا واهية غير مقبولة منطقيا ، مدعية أن هذه الأراضي كانت تملكها  قبل مئات السنين ؛ و أضاف ممثل مملكة الأرانب البرية قائلا : ” إنني باسم مملكة الأرانب البرية ، أطالب مجلس أمن الغابة  بايقاف هذا العدوان السافر فورا و بدون شروط .… اقرأ المزيد

قصة خيالية

 نزار ب. الزين*

       كان وضّاح قد أنهى لتوه تأديب شقيقه الصغير ، نفث زفرة ارتياح ثم اتجه إلى غرفته فأغلق بابها و انبطح فوق سريره لاهثا ؛ عندما دوى إنفجار هائل  اقتلع نافذة الغرفة و بابها و قذف به و بسريره  عاليا ثم حط به محطما .

شله الرعب لفترة ، و لكنه أدرك أنه لا زال حيا ، فقد تمكن من تحريك يديه ثم ساقيه ثم رأسه ، فنهض ليرى كل شيء من حوله في حالة فوضى مرعبة .

استبد به الفضول و رغم خوفه الشديد خرج إلى الشرفة  ، ألقى نظرة وجلة على الشارع من تحته ، و يا لهول ما رأى ؛ ثمت سيارة قد تحولت إلى كومة من معدن أخضر اللون أشبه بعلبة صفيح مهروسة ، بينما  لا زال الدخان يتصاعد منها و من سيارات أخرى كانت في الجوار .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة خيالية

نزار ب. الزين*

<< خبر علمي هام : تمكن العلماء لأول مرة في التاريخ من قراءة ما يحويه الدماغ من معلومات حتى بعد الموت ؛ و ذلك باستخدام  عدة أجهزة صوتية و مغناطيسية تعمل معاً بالاستعانة بالحاسوب ، و تتضمن القراءة تكوين الشخصية و ترجمة المشاعر  و عرض الأحداث  التي مرت  بصاحبها >>

*****

ما هذا ؟

 قضيب حديدي  يمتد  ؟!

رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به  زعيمنا  السابق !

جَرّوه من بين رعيته  المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !

و عيَّنوني بدلا عنه ..

رضيت ، لا لأنني أحب السلطة و لكن حرصا على مصالح رعيتي ..… اقرأ المزيد