قصة واقعية

 نزار ب. الزين*

في الرابعة عشر كان عمره

وحيد أهله بعد أربع بنات

في موسم المدرسة يدرس ، و في موسم الصيف يعمل

كحال معظم الغلمان في قريته الصغيرة محدودة الدخل كان

فعلى طول ضفتي النهر أنشأ أهل القرية المطاعم

و منذ أواخر الربيع و حتى أوائل الخريف  تزدحم  بروادها من ذوي الدخل المتوسط من سكان المدينة ، و تزدحم أكثر و أكثر أيام الجمعة ..

يتوافدون بمختلف وسائل النقل ، بعضهم في قطار النزهة ، بعضهم بحافلات الباص الكبيرة أو الصغيرة ، و بعضهم بسيارات الأجرة ، و الأيسر حالاً بسياراتهم  الخاصة .

مهنة عبد الرحمن في الصيف ، ترتيب مواقف المتنزهين و غسيل سيارات من يرغب منهم .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

       عندما تكفكفت الدموع و هدأت الأحزان ، تجرأت فوزية الشقيقة الكبرى فسألت أخاها حول كيفية تقاسم الميراث ، فكانت صدمتها و صدمة شقيقتها مروعة ؛ فالوالد سجل كل أمواله المنقولة و غير المنقولة باسم فواز .
و تمكن فواز بلباقته و أسلوبه المقنع ، من تهدئتهما مؤكدا لهما أن الوالد – رحمه الله – أوصاه بهما خيرا .

*****

و ذات يوم …
هاتفته شقيقته فوزية ، و طلبت منه ثمن تذكرتي طائرة لها و لابنتها ، فهي تعتزم زيارته ، فلم يتردد بتلبية طلبها ؛ و كان أن قدمت فوزية و ابنتها الشابة ، فرحب بهما و أفراد عائلته أجمل ترحيب .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

دُعي تجار السوق القديم إلى إجتماع عاجل في مبنى بلدية العاصمة و هناك تُليت على مسامعهم الأوامر ..و عليهم تنفيذها بدقة (!!!)
في اليوم التالي وقف التجار عن بعد – تحت الحراسة – يشاهدون عمالا يفرغون محلاتهم الفقيرة ، من محتوياتها ؛ ثم عمالاً آخرين يملؤونها ببضائع جديدة زاهية ، لم تقع عيونهم على مثلها منذ سنوات (!)
في اليوم الثالث شاهدوا موكب الرئيس يتقدم إلى السوق ،
سيادته يترجل ،  سيادته يبدأ بزيارة السوق ، متنقلا من دكان إلى دكان و من متجر إلى آخر ؛
تتبعه أينما تحرك كاميرات التلفزة …
المذيعة الشهيرة تسأل سيادته وقد زينت وجهها بإبتسامة عذبة تناسب المقام ،
و سيادته يجيبها و قد كست ملامح وجهه ، التعجب حينا ، و الثقة العالية بالذات حينا آخر ، و الغضب المتوازن تارة أخرى .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

.

المشهد الأول

– ولدي لما يتجاوز العشرين  يا بنيتي ،

أليس حراما أن يفني شبابه في السجون  ؟

أجهت بالبكاء ،

ثم بذلت جدا كبيرا و هي تلملم نفسها قبل أن تضيف :

– و الله  ثم و الله لم يرتكب إثما ، و لم يشتم أحدا من المسؤولين ، و لم يشاغب ضد الحكومة  ، و أقسم لك أن  المسألة كلها فرية ظالم من بدايتها إلى نهايتها .

فقد كان ابني رشدي – الله يخلي لك أولادك –  متوجها بسيارته  إلى عمله صباحا  في الضاحية  كعادته ، عندما صدمته سيارة كانت تمشي  بعكس السير ، و كان سائقها يقودها بسرعة جنونية كادت تفقد ولدي و ذلك السائق الأرعن حياتيهما !… اقرأ المزيد

أقصوصة*

نزار ب. الزين*

     كانت وضحة ذات الأحد عشر ربيعا ، تلعب من رفيقاتها في المرعى المجاور لخباء ذويها ، عندما أحست بالعطش فانسحبت إلى الخباء لتروي ظمأها .

في المساحة المخصصة للضيوف من الخيمة الكبيرة المصنوعة من شعر الماعز ،  أثار فضولها نقاش يجري  وراء الحاجز القماشي الذي يفصلها عن ركن الضيوف ، أخذ يتضح بعد أن اقتصر على والدها و شخص آخر ، فانصرفت للإصغاء إلى كل حرف :

الوالد : “اسمع يا شيخ العرب ، و هل يمكن لمثلي أن يرد لك طلبا ؟ ستكون طوع بنانك و خادمة بين يديك ، و لكن .. “

تريث قليلا ، ثم … أضاف :

 “و لكنني أستميحك عذرا يا شيخ ضرغام ، أريد سياقها* كاملا ، و وعدا أمام الله و الناس ، ألا تتدخل في شؤونها أي من زوجاتك الأخريات ، لا دخل لهن بها سوى بالمعروف ، و أن يكون لها خباؤها الخاص ، اعذرني يا شيخي ، إنها طفلة ، و الحق حق !… اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب. الزين *

     تحيط بقرية الغدير أراضٍ استزرعها  سكانها من البدو المستقرين حديثا رغم صعوبة استصلاحها ، و لكن النبعتين الغربية و الشرقية ، كانتا  تشجعان السكان الجدد على الإستمرار ، رغم صعوبة المناخ و تدني الحرارة إلى ما دون الصفر معظم أيا الخريف و الشتاء .

عندما تهطل الأمطار  تفيض النبعتان  بالماء  و تظهر ينابيع أخرى  هنا و هناك ، فتغرق ما زرعه السكان و قد تخربه ، أما في الصيف فتكاد النبعتان – و خاصة الشرقية منهما  تجفان  – مما جعل الزراعة الصيفية مستحيلة !

دوما ، كان السكان يشكون من اضطراب مصدرهم المائي ، فيفيض عندما  لايكون له حاجة و ينضب عند الحاجة ، إلا أن إمتلاكهم لبعض الماشية ، كان يمنحهم بعض التعويض .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين

 صبحة ، مليحة قرية الغدير ، تغنى بجمالها  الرعيان و حراثو الأرض و شبان القرية و القرى المجاورة ؛ بعيننيها الدعجاوين و بشرتها زهرية اللون ، و طولها الفارع ، جمالٌ صارخ لشخصية هادئة وديعة خجلى .

ما أن بلغت صبحة السادسة عشر حتى تقدم لطلب يدها ابن عمها شهاب ، و إذا تقدم ابن العم لخطبة ابنة عمه عند أهل الغدير و القرى المجاورة ، فإن الشبان الآخرين يبتعدون ، مهما بلغت بهم لواعج هواها.

شهاب في مطلع شبابه و لكنه فقير ، لا يملك  شيئا من (سياقها*) الغالي ، و هو ( أربعون رأس و مائة قرطاس *) كما جرى العرف عند أهل الغدير ، و لكنه أكد لزوجة عمه و هي المسؤولة الوحيدة عنها ، أنه سيسافر إلى دولة عربية مجاورة ، رئيس أركانها الأجنبي يحب أن يجند البدو ، و لا يقصر في إكرامهم ، و حالما يتجمع لديه مهر صبحة فسيعود ليصحبها إلى بيت الزوجية مرفوعة الرأس.… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب.الزين*

        كثرت شكاوى الرعيان في سهوب قرية الغدير ،  من تكرار سرقة أغنامهم مؤخرا .

يقوم اللص بتسميم كلاب  الحراسة ، ثم يسرق ما يحلو له .

تجمعوا ، تداولوا ، ثم  قرروا تكليف أكبرهم سنا بتقديم شكوى إلى قائد  مخفر قرية الغدير .

اهتم قائد المخفر بالشكوى ، فأخذ يرسل الدوريات الليلية و ينصب الكمائن  قريبا من خيام الرعيان .

و لكن اللص كان مراوغا ، يفلت كل مرة من شراك رجال الدرك* ، إلى أن وقع ذات فجر في شرك نصب له بإحكام ، فقبض عليه بالجرم المشهود .

بعد الضربة العاشرة على أسفل قدميه بخيزرانة رئيس المخفر ، صاح دياب الخزاعي مستغيثا :

–        ( دخيل عرضك ) سيدي ..… اقرأ المزيد

بعد سهرة طويلة في بيت رئيس مخفر  قرية الغدير ، ترك الأستاذ مروان المضافة في طريقه إلى سكنه في المدرسة ، و في يده  عصا ، يهش  بها  الكلاب  الضالة  إذا صادفته  ،  و بيده  الأخرى  ضوء  بطارية ( فلاش ) ، كان يضيئه  من حين لآخر  تجنبا للتعثر بالحجارة التي كانت تملأ الطريق .

كانت تلك هي المرة الأولى التي يتأخر فيها مروان حتى انتصاف الليل ، أما السماء فكانت صافية و الهواء عليلا ، إلا أن القمر كان في أواخر أيامه فلن يظهر قبل الفجر ، و لكن أضواء النجوم كانت كافية لتريه طريقه  بمعاونة ضوء البطارية ..

كان يصفر لحنا جميلا عندما لفت نظره ، حيوان  ما ، يتعقبه …

وجه  الضوء  نحوه  فلمعت  عيناه ، و لكنه  لم  يميزه ..… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين

خيمتان عملاقتان نصبتا في ساحة قرية الغدير الرئيسية  ، توزع على وسائد الأولى المزركشة وجهاء القرية و ضيوفها من القرى المجاورة الذين بدؤوا منذ قليل بالتوافد .. و في صدر الخيمة جلس  العريس جاسم الهوري و قد زين هامته بكوفية من الحرير محاطة بعقال مقصب ، و ألقى فوق كتفيه عباءة أعارها له صديقه عبد العزيز الصوان  و هو من شيوخ العشيرة و انتعل حذاء لامعاً أعاره له معلم القرية الأستاذ مروان .

<< مذ كانت وضحه في العاشرة  كان جاسم يتابعها بعينيه بشغف  أينما صادفها ، و عندما أصبحت في الثانية عشر أضحى جاسم  يسبقها إلى الينبوع الغربي  منتظرا إطلالتها ، و لكن  حين بلغت  الرابعة عشر  ، لم يعد جاسم يقوى على كبت مشاعره ، فيقترب منها محييا ، تتغامز صديقاتها فيبتعدن ، و يبدأ جاسم ببث لواعج حبه ، أما هي فكانت – بداية –  تطرق رأسها خجلا ، و لكن رويدا رويدا بدأت تتجرأ  فتبثه – بدورها – لواعج هواها..>>… اقرأ المزيد