أقصوصة : نزار ب. الزين

يعاتبها قائلا : – كل يوم أعطيك مصروف المنزل و إذ أطلب منك إعداد طعام الغداء تجيبيني أن الوقت لم يسمح لك بالطهو ، و تطلبين مني أن أتناول طعامي عند والدتي !

ثم أضاف : كسلك يحيرني ، و يحيرني أكثر تبخر مصروف البيت ؟!

تجيبه ببرود : آلام مفاصلي منعتني من القيام بأي عمل ، تناول غداءك عند والدتك !

***

اضاع  هاتفه الجوال للمرة الخامسة فجن جنونه ، و أخذ يبحث عنه في كل ركن ، لم تكن زوجته موجودة ليسألها ، فقرر أن يبحث في خزانتها بعد أن لاحظ أن الخزانة غير مقفلة ربما للمرة الأولى .… اقرأ المزيد

       هو  سكرتير الشيخ عبد الله  و مرافقه في أسفاره ، أما في بيته و بين عائلته و أقاربه و أصحابه فهو شيخهم ، فبحكم صلته بالشيخ عبد الله ، تمكن من توظيف إخوته جميعا بوظائف محترمة ، كما تمكن من مساعدة الكثيرين و الكثيرات من أبناء قريته في الوطن الأم ، و من اقارب زوجته و أصحابه ، لم يكن أبو بدير يقبل المال مقابل خدماته لكل اؤلئك ، و لكنه لم يكن يمانع من قبول هدايا ، أكثرها من الذهب و أقلها من الكريستال !

   في ولائم الشيخ عبد الله اليومية كان أبو بدير يتناول طعامه في المطبخ ، و في مجالس  الشيخ  كان يقف على قدميه قريبا  منه ، و عيونه شاخصة نحوه في انتظار إشارته ؛ أما في بيته فكان يتصدر مجالسه و ولائمه الأسبوعية ، فيعامله زواره الكثيرون بكل احترام و تبجيل و كأنهم أمام الشيخ عبد الله نفسه .… اقرأ المزيد

أقصوصة : نزار ب الزين

     كانت في قمة السعادة  عندما كانت تستعرض و حشد كبير من أولياء الأمور ، موكب الخريجين ، و ما أن لمحت “ليلى” تمشي الهوينى بخطى موزونة تتناسب مع أنغام الفرقة الموسيقية أسوة بزملائها ، حتى جن جنونها فرحا و ابتهاجا ..

    و ما كادت طقوس الإحتفال تنتهي حتى اندفعت نحوها ، لتعانقها طويلا ، فقد تكلل  سهر الليالي بالنجاح  ، بل و بالتفوق مع مرتبة الشرف …

–      إنها  فرحة العمر يا ليلى ، أتعلمين ؟ منذ انتقيناك – أنا و المرحوم –  توسمنا فيك كل خير ، و شعرنا أنك ستكونين محل فخرنا و اعتزازنا..… اقرأ المزيد

 قصة

نزار ب  الزين*

 كان عيدا حقيقيا للطفل “نور” ذي العاشرة ، يوم قرر والده اصطحابه إلى مدينة الملاهي في أول أيام عيد الفطر ، و لم يكن الوالد أقل سعادة منه لأنه تمكن أخيرا من توفير المال اللازم لتحقيق أمنية فلذة كبده و التي خطط لها منذ عيد الأضحى في العام المنصرم ، ذلك التاريخ المؤلم يوم اعتذر لولده رغم إلحاحه الكبير و بكائه المفجع ، فقد  ظل  ابو  النور  سجين  إحساسه  بالذنب  طوال  الأشهر  العشرة التالية …

كاد نور يرقص فرحا عندما بلغا بوابة الجنة الموعودة ، فما أن يحصل والده وشيكا على بطاقتي دخولهما حتى يتحقق  حلم عمره !… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

          إعتاد سامي بك منذ قدومه إلى مصيف (جل الغزال) أن يتوجه عصر كل يوم إلى مقهى ( الغابة المسحورة ) مشيا على الأقدام ، يتبعه عن بعد سائقه بسيارته الأمريكية الفارهة ، يمكث هناك ساعة أو بضع ساعة ، يتناول خلالها كوبا أو كوبين من عصير (جلاب*) ، ثم يقفل عائدا بسيارته  إلى الدارة التي استأجرها لقضاء الصيف .

لفت سامي بك  أنظار أصحاب المقهى أولا، ثم أهل الضيعة جميعا ، بكثرة أسئلته ، فما أن يقترب منه طفل أو طفلة أو شاب أو شابة ، حتى يناديه أو يناديها ثم يبادر إلى السؤال :  << من فضلك …ما هو اسمك  ، و ما اسم والديك ، و ما اسم عائلتهما ، و ما اسم جدتك و اسم جدك ؟؟ >> و لكن أحدا لم يجرؤ على استفساره  عن هدفه من وراء طرح كل هذه الأسئلة !… اقرأ المزيد

قصة قصيرة واقعية

 نزار ب. الزين*

        أنا على وشك الولادة يا أمي و قد أكد لي الطبيب أنني أحمل ذكرا ، لك أن تتصوري وقع الخبر على زوجي ، كاد يرقص فرحا ،

 و لكن …

ثمت مشكلة تواجهنا يا أمي ، إجازة الوضع هنا خمس و أربعون يوما فقط ، فمن سيعتني بالرضيع بعد انتهائها ؟

لا توجد بالقرب منا دار حضانة .

و ناظرة المدرسة رفضت – قطعا و بتا – أن أصحب الرضيع إلى المدرسة فأضعه برعاية إحدى العاملات ،

 كنا ثلاث حوامل ظروفنا متشابهة ؛

 رفضت رجاءنا و توسلنا بكل جفاء و غطرسة و استكبار!

اقترحت على زوجي أن أستقيل ، و لكنه رفض – قطعا و بتا – قال لي في معرض تبريره :

– ” إنها فرصة العمر  لن نضيعها مهما كانت النتائج !… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

       ضاقت رويدة خانم ذرعا بالعزلة التي تعيشها و أفصحت لزوجها مرارا عن مر شكواها فكان كل مرة يتذرع بالأطفال << لقد أنجبت خمسة أطفال خلال عشر سنوات ، فالذنب ذنبك ! >> إعتاد أن يقولها مازحا ، فتجيبه مازحة : << و هل أتيت بهم من بيت أبي ؟ >> و لكنه فاجأها ذات يوم بقرب إيجاد حل للمشكلة ، فقد وعده أحد زبائنه أن يؤمن له خادمة فتية يمكن الاتكال عليها في كافة شؤون البيت بما فيها المساعدة على رعاية الأطفال .

كانت فرحتها لا توصف عندما دخلت بشيرة الدار ، هي في الثامنة عشر من عمرها ،  بدت في غاية التهذيب عندما خاطبت ( الست ) مجيبة على أسئلتها الكثيرة ، ثم باشرت في الحال تنفيذ كل ما تؤمر به .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

كانت عطلة الصيف المدرسية ، و كان زهير يقضي معظم وقته  مستلقيا أو نائما ، يقرأ أحيانا مقاطع من صحيفة اليوم ثم يلقي بها ضَجِرا ، أو يلهو قليلا بالعزف على ( الهارمونيكا ) ثم يرميها مللاً  ، و لا يدب النشاط في أوصاله إلا عندما تنادي رقية ابنة الجيران إحدى شقيقاته ، فإذا اطمأنت أنها موجودة ، تقفز فوق السور الفاصل  بين  المنزلين  لتلقاها ، ثم  تتجها  معا  إلى  غرفتها  كي  تتسامرا .

عندما كان يسمع صوتها ، كان يهب واقفا ، و يهرع إلى نافذة مطلة ، كان قد جهزها بحيث يرى منها و لا يُرى ، فيراقبها  و هي تتسلق السور ثم تنقلب فوقه نحو حديقة منزله ، عندئذ  يتحول قلبه إلى طبل إفريقي يقرع معلنا النفير ، و تصبح عيناه كعيني صقر يبحث عن طريدة  ؛ ثم  يعود إلى غرفته ليستعيد صورة ما رآه و هو في أشد حالات الإنفعال و الهياج ، ثم يظل متربصا إلى حين عودتها إلى بيتها ، ليهرع من جديد إلى تلك النافذة .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

 نزار ب. الزين*

      يقوم البناء المادي على ثلاثة ابعاد الطول و العرض و العمق

و يقوم مجرى التاريخ على أربعة أبعاد الطول و العرض و العمق و الزمن

و يقوم مجرى الحياة البشرية على خمسة أبعاد الطول و العرض و العمق  و الزمن و الحب .

و يقوم مجرى الحياة  السياسية البشرية على ستة أبعاد الطول و العرض و العمق و الزمن و الحب  أما البعد السادس ….؟!!!!!!

 

*****

 

يحكى أن زعيما  وقف في وجه العنصرية و رموزها

و فرض الدمج العنصري بقوة القانون

و كافح من أجل ذلك حتى انتصر

نصرٌ لم تتقبله فئة اعتادت استعباد الناس و  اضطهاد الناس و  استغلال الناس …

و لكن خوفا من غضب التاريخ و الناس …

حبكوا له في الظلام ، ثم قضوا عليه …

و تركوا الناس بحيرة بين الشك و اليقين !… اقرأ المزيد

صة قصيرة

 نزار ب. الزين *

  أحاطوا  به  و بدؤوا يتفنون  بايذائه

و هو يصرخ  مستنجدا

دون أن يجرؤ أحد على نجدته

و من هوّة اليأس إنبثقت ومضة شجاعة

دفع أحدهم فأوقعه أرضا

ثم  قفز من فوقه مطلقا قدميه تسابق الريح

و اندفع رأسا نحو مكتب الأخصائي الإجتماعي

 

 

*****

 

استغرق دقائق حتى تمكن من التقاط أنفاسه قبل أن يتكلم

فخرجت كلماته متلجلجة من فم مرتعش :

– يا أستاذ

جماعة  طلال يبغون ذبحي ؟!

أرجوك أريد أن أتصل بوالدي …

ثم  استغرق الأمر دقائق أخرى إلى تمكن الأستاذ علاء من تهدئته ، و الاستماع من ثم إلى قصته .… اقرأ المزيد