أقصوصة واقعية

نزار ب. الزين*

قال والد الطفل ذي التاسعة لمدير المدرسة و قد تملكه غضب شديد  : ” الأستاذ عبد العظيم ، الموكول إليه تربية أبنائنا ، يستغل مركزه لأغراضه الدنيئة ، يا حضرة المدير ! ” .

أصابت الدهشة مدير مدرسة ” الشرف الرفيع ” الإبتدائية ، ثم أجابه بعد أن تخلص بصعوبة من ذهوله : ” الأستاذ عبد العظيم من أفضل معلمي مدرستنا ، و إنني مصدوم جدا مما تقول ! ”

لم يجبه ولي الأمر و لكنه ترك الإجابة لإبنه ….

استدعى مدير المدرسة الأستاذ عبد العظيم  على عجل ، و تركه يستمع إلى إدعاء التلميذ و والده ، ثم أبلغه بأنه مضطر لرفع الأمر إلى مديرية المنطقة التعليمية ، أما ولي الأمر فسيقدم بحقه شكوى إلى الشرطة فالقضاء .… اقرأ المزيد

قصة قصيرة واقعية

نزار ب. الزين*

*****

 لاحظ الأخصائي الإجتماعي  تدهور حالة مبارك الدراسية بعد أن كان من المتقدمين فاستدعاه .

أرتج على الطالب ، و اشتعلت وجنتاه ، و اغرورقت عيناه ، و لكنه  ظل صامتا رغم كل محاولات الأخصائي لاستدراجه ، و هنا كان لا بد من تسليمه استدعاء لولي أمره .

*****

حضر الوالد بعد إلإجازة الأسبوعية ، و قد بدا أنه واعيا بحالة إبنه ، و لم يخفِ على الأخصائي الإجتماعي ، أن هناك مشكلة عائلية اضطرته إلى طلاق أمه ، و عَزا تراجع مبارك الدراسي  إلى ذلك ، و لكنه رفض أن يخوض بالتفاصيل ، واعدا أن يضاعف جهده لإعادة الإستقرار إلى نفسيه ولده .… اقرأ المزيد

        الشيخ خالد ، في الأربعينيات من عمره ، متزوج من إثنتين و مطلق لإثنتين و له منهن جميعا عشرة أبناء و بنات و هو اليوم أحد قضاة المدينة المشهورين  .
زامل كلا من عبد الباقي و حقي  و رمزي و رؤوف ، في مكتب عنبر و هو المدرسة الثانوية الوحيدة  في  مدينة  دمشق  أيام  العثمانيين ،  ثم  ما  أن حصلوا على  الشهادة الثانوية  العامة ( الباكالوريا ) حتى فرقتهم الأيام ، فاتجه رمزي إلى جامعة بيروت الأمريكية حيث درس فيها الأدب العربي و الصحافة ، ، و اتجه الباقون إلى كلية الحقوق بدمشق ، إلا أن رؤوف  لم يتمكن من المواصلة لأسباب عائلية.… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

     جلس  فادي على حافة الشرفة ، و أخذ يتأمل منظر الوادي الخلاب ، تملؤه أشجار الصنوبر كآلاف المظلات الخضراء تنتشر في كل مكان، بعضها ينحدر عميقا إلى قعر الوادي بينما يرتفع بعضها الآخر حتى حواف القمم ؛ التلال كلها و الجبل مكسوة بها ، عدا مساحة صغيرة في قمة الجبل الشرقي ، ظلت عارية .
و ثمت كتل صغيرة من الغيوم تسرع خطاها نحو الجبل و قد بدأت تلعب لعبة التحول ، تغير شكلها في كل ثانية فتثير خياله ؛ تارة يراها كحيوان جامح فقد رأسه ، و تارة على شكل رأس فتاة بلا ملامح ، و حينا تأخذ شكل سمكة لا تلبث أن تتطور إلى فيل أو شكل تنين متعدد الرؤوس لا يلبث أن يفقد  رؤوسه الواحد إثر الآخر  كتل تتزايد مع اقتراب المغيب و تتسارع على إيقاع نسمات صيفية عليلة ، ثم تلتقي جميعا عند سفح الجبل فتتراكم هناك في كتلة ضبابية أخذت تتضخم شيئا فشيئا .
اقرأ المزيد

قصة

 نزار ب.الزين *

        أم وليد سيدة تجاوزت الخمسين ، زوّجت آخر أبنائها منذ أشهر ؛ فعادت بذلك إلى أيام العسل . و على الرغم من أنها في هذه السن المتقدمة و أن أبا الوليد يسبقها بعشر سنين، إلا أنهما لا زالا يتمتعان ببقايا حيوية ، تؤهله للاستمرار في دوره كموظف جاد  و تسمح لها بالقيام بأعمالها المنزلية القليلة على أنغام المذياع ، إضافة إلى بعض النشاطات الإجتماعبة و على رأسها شاي الضحى ، عندها أو عند هذه أو تلك من صديقاتها أو جاراتها ، و لكنها أخذت تميل إلى الإنفراد على شرفة منزلها مؤخرا .
على أي حال فالسنون الخمسون لم تفقدها إهتمامها بالحياة الدنيا فهي طالما تعيشها فلتعشها حتى الثمالة .… اقرأ المزيد

دعاه  صديقه  لزيارته  زيارة  عائلية

،  فلبى  عمر  الدعوة  برفقة   زوجته  دون  تردد  ؛ تسامروا ،

ثم …  تناولوا  القهوة  ،

ثم ….  بعض  الحلويات ،

ثم …..  عرفه  صياح  على  طفليه  ،

تباهى  الطفلان  بإنجازاتهما  المدرسية  و  مواهبهما  الفنية ،  و  لما  كان  عمر  فنانا  تشكيليا   قبل  أن   يكون  كاتبا   في  شركة ،  و  لما  كان  عريسا  لم  ينجب  و  عروسه  بعد ،  فقد  تحمس   لهما ،  مفندا  نقاط  الضعف و  القوة  في  أعمالهما ،  ناصحا  باستخدام  أنواع  أخرى  من  الألوان  تتناسب  مع  كل  عمل  على  حدة ..

ثم …..

 تكررت  زيارته ،  تارة  مع  زوجته ،  و  تارة  بدونها ، و  هدفه  على  الدوام  رفع  مستوى  ولدي  صديقه   الفني ،  و  في  كل  زيارة  كان  يحمل  لهما  نوعا  مختلفا  من  الألوان  أو  الفراشي  أو  الورق ؛

في  آخر  زيارة  لم  يهرع  الطفلان  كالعادة  لاستقبال  < عمو   عمر>

فقال  عمر  لصديقه  مؤكدا  :

 –  ” طفلاك  يا   أخي  صياح ،  ما  شاء  الله  موهوبان ،  نادِهما  من فضلك  لأرى  مدى  تقدمهما ،  فقد  أحضرت  لهما  مجموعة  من  الألوان  الزيتية ،  أود  أن  أشرح  لهما كيفية  استخدامها…”

تغيرت  ملامح  صياح ،

ثم….… اقرأ المزيد

قصة قصيرة واقعية

نزار ب الزين*

لم يتمكن سعيد من مقاومة إعجابه بجارته أزهار و الذي ما لبث أن تحول إلى رغبة جامحة أقلقته و أرقته …

و لكي يتقرب منها تقرب إلى شقيقتها العانس أنهار ، و  التي ما لبثت أن وقعت بحبه رغم  أنه زوج و أب لأطفال ثلاثة …

و ذات يوم طلب سعيد من أنهار أن تدس تحت سرير شقيقتها ، مسجلة متطورة تسجل فقط مع ظهور أي صوت ، و قدم لها مقابل ذلك خاتم الخطوبة ….

أبت أنهار و استكبرت

ثم …

اشمأزت و غضبت ،

ثم …

سألت و استفسرت ،

 ثم …..

تركته يُدخل الخاتم في إصبعها !!!.… اقرأ المزيد

قصة قصيرة

نزار ب. الزين*

 

في ريعان الصبا كانت ، و لكنها شاحبة اللون ،على وجهها مسحة من الجمال الحزين ، و في عينيها أمارات الألم ، و على ثوبها علامات التآكل و القدم .

طرقت بابه طالبة  ما تسد به الرمق ، و لكنها لقيت منه ما لقيت من غيره : ” أنت صبية يا هذه … إبحثي عن عمل بدل التسول ”

ثم أغلق دونها الباب ، و ما أن تحولت خطاه للداخل حتى سمع صوت ارتطام ، هرع  إلى الباب ففتحه ثانية ، فهاله أن رآها طريحة الأرض تلهث لهاث المحتضر .

وقف برهة تجاهها و قد ملكته الحيرة ، و لكن تردده لم يطل ، حملها من تحت إبطيها و جرها نحو الداخل ، رفعها بصعوبة  فوق  وثير ، ثم أخذ يرش وجهها بماء بارد …

فتحت عينيها بصعوبة ..… اقرأ المزيد

قصة

نزار ب. الزين*

 خميس ( و هذا هو إسمه ) شاب في مقتبل العمر ، و لكنه قصير جدا  حتى لقبه رفاقه  بالقزم .

إضطر لترك المدرسة مبكرا و الإتحاق مع مجموعة من الشبان  للعمل داخل الخط الأخضر ، و رغم نشاطه الجم و قوته العضلية فقد ظل موضع سخرية زملائه للسبب نفسه .

في البداية كان يغضب و يصرخ محتجا و يتشاجر و أحيانا يتعارك ، و لكن الآخرين كانوا يمعنون في إيذائه ، فيصفعونه على قفاه تارة ، أو يعرقلون سيره بأرجلهم فيقع أرضا ، كلهم بلا إستثناء ما فتئوا يفعلون ذلك ، فقط لأنه قميء .

فكر كثيرا أن يترك العمل برفقة هؤلاء العدوانيين ‘ ليبحث فيما بعد عن عمل آخر ، و لكن أهله بحاجة لشيكلاته القليلية ، فالوالد مقعد و طريح الفراش لإصابته بالشلل الدماغي منذ أكثر من سنة ، و الوالدة تشكو من آلام (الروماتزم) المضنية و محتاجة إلى ثلاثة أنواع من الدواء غالي الثمن ، و إخوته لا زالوا في المدارس يحتاجون إلى مصاريف  مستمرة ؛ و أمام هذه الحقائق الفجة  ، كان يسكت على مضض و يصبر على مرارة ؛ و لكن حين كان يأوي  إلى فراشه كان  يبكي  بصمت  .… اقرأ المزيد

قصة واقعية

 نزارب. الزين*

       عندما شاهدت  سامر مضرجا بدمه ، كدت أفقد وعيي لهول  ما رأيت ، كان أنفه ممزقا  غطت بقاياه خثرة  مجمدة بغير إنتظام  أخفت أيضا جزءا من عينه اليسرى الجاحظة بخواء ، بينما تجمدت عينه اليمنى  في نصف إغماضة  و كذلك بقي فمه نصف مفتوح  بعد أن تسربت من طرفه نصف دمائه  قبل أن تتخثر . ذلك كان باديا من الفراش و الأغطية المشبعة بالسائل القاتم و الذي تسرب أيضا تحت السرير  مشكلا بقعة كبيرة دالة على نزف طال . لن أستطيع إكمال الوصف  فالمشهد مفجع مرعب ، صورة مشوهة  لسامر  ، الفتى  الذكي المعافى  الذي كان يضج بالحيوية و النشاط ، ذلك الفتى الذي عرفته رضيعا و حابيا ، ثم  فتيا قاب قوسين أو أدنى من النضوج .… اقرأ المزيد