ق ق ج : نزار ب  الزين

      تعزيزا لسياسة اللامركزية ، أنشأت وزارة التربية وظيفة حارس أول ، أي رئيس لمجموعة حراس لعدد من المدارس المتجاورة ؛ و ما أن علم الحارس خويلد بالخبر حتى هرع إلى مكتب سكرتير المدرسة ، راجيا أن يكتب له طلبا لإشغال الوظيفة الجديدة .

نظر إليه السكرتير متعجبا و قد رسم ابتسامة ساخرة على وجهه ، و هو الذي يعرف أن خويلد محل تندر زملائه الحراس و معلمي المدرسة ، بسبب ملابسة الرثة ، و تعثر نطقه ، و قصر قامته المفرط ، و هيئته العامة التي توحي بأنه معوق إعاقة ما ؛ فسأله : ” لماذا ترغب بالوظيفة يا خويلد فهي مسؤولية جسيمة صعبة عليك ؟ ” فأجابه ضاحكا : ” أطمع بالرئاسة يا أستاذ ؟!… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين

.

     ما  كاد الأخصائي الإجتماعي الأستاذ  مُنجد يجلس وراء طاولة مكتبه ، حتى اقتحمت غرفته سيدة حاسرة الرأس ، رفعت بيمناها ما بدا سروال طفل غارق بالدم ، و جرَّت بيسراها طفلا في السادسة أو السابعة و هو يبكي ألما و فزعا ، بينما  كانت تنوح و تصرخ بعصبية :        << وحوش من مدرستكم  ذبحوا ولدي ، اغتصبوه أمس دون رحمة، قبيل وصوله إلى البيت قادما من مدرسته >>

تم التعرف على المعتدين ،

ثم …

رُفع الأمر إلى إدارة المدرسة ،

ثم ….

اجتمع مجلس الإدارة ، حيث دارت مداولات حامية ، بين مقترح طرد المعتدين الأربعة ، و بين  مُصِّر على ضرورة تحويل الأمر إلى النيابة العامة ، و بين معترض على أي إجراء لأن الحادثة جرت خارج حدود المدرسة ،

ثم …..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

         أظهر ابو زهير حزنا عميقا عند وفاة زوجته ، و عندما أخرجوها من الثلاجة و كشفوا له وجهها ليتأكد من هويتها ، أجهش ببكاء مرير ،

ثم …

و أمام المشيعين بكى أكثر من مرة …

ثم ….

جاء المساء و بدأ الأقارب و الأصدقاء و المعارف ، يتوافدون لتقديم واجب العزاء ،

و لكن …

 كان في استقبالهم شقيقه .

ثم …..

و بين تلاوتين ، تساءل ابن عمه هامسا :

“خير إنشاالله ما الذي يؤخر أخاك و الناس في انتظاره ؟”

فأجابه خجلا :

 “إنه في الطابق العلوي يحضر مباراة كرة قدم …..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

-1-

     كان  يقود  سيارته الخليجية الفخمة متأملا أبنية المدينة التي يزورها للمرة الأولى و محلاتها التجارية  ، أوقفته إشارة  المرور الضوئية الحمراء ، و ما أن تغيرت إلى خضراء حتى انطلق من جديد ، و ما كاد يقطع بضعة أمتار ، حتى سمع صوت بوق إنذار ، التفت إلى مصدره ، كان على يمينه شرطي مرور يقود شاحنة يجر برافعتها سيارة صغيرة …

أطلق الشرطي بوقه ثانية و أخذ يشير إلى سائق السيارة الفارهة  أن يتوقف ..، فتح السائق نافذة سيارته  ليسأل الشرطي  مستغربا :

– ما الأمر ؟

 أجابه الشرطي :

– تجاوزت الإشارة الحمراء ، اوقف سيارتك على يمين الطريق ، فورا !..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

      منذ ما قبل صلاة الفجر ، وقف أبو درويش مع إبنه اليافع ، في ركن مجاور لمسجد السوق خلف قدر “مهلبية*”  ضخم  تدفئه نار هادئة ؛ و هو الشراب الساخن الذي يحلو للكثيرين تناوله في الصباح الباكر مع “كعك السمسم” أو بدونه ، كوجبة فطور لذيذة بعد الصلاة ، أو قبل افتتاح  يوم عمل شاق ..

     و بينما كان الطفل يساعد أباه بتحريك المهلبية ، انتبه إلى وجود كتل صغيرة سوداء تتحرك ببطء ، فتظهر لتختفي ثم لتظهر من جديد ، فارتاع و صاح فزعا منبها والده إليها ، فأجابه الوالد غاضبا :

– إخرس يا ولد “بلا فضايح” !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب.  الزين*

     حضر طفل العاشرة مهرجانا للطيران ، برفقة والده ، تخلله إسقاط مظليين ، و ما أن عاد إلى منزله ، حتى صعد إلى سطح  الطابق الثالث ، و معه منديل و بعض الخيوط ، اختلسها من عدة خياطة والدته ، و دمية سرقها من خزانة شقيقته الصغرى ،

ثم..

صعد إلى سطح منزله في الطابق الثالث ، فربط المنديل بالدمية ربطا محكما حتى بدت صورة مصغرة لمظلة حقيقية ..

ثم …

ألقى بها..

ثم ….

هبط مسرعا إلى الشارع ، ليكتشف أن الدمية بلغت الأرض سليمة دون أن يصيبها خدش .

فكاد يطير  فرحاً..

في اليوم التالي ، صعد إلى السطح  ، و قد حمل في يمناه قطة شقيقته الكبرى ، و باليد الأخرى غطاء وسادة و مقصا و  لفة كبرى من الخيوط المتينة ..… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

ترجمها إلى الفرنسية :

مرتضى لعبيدي

من منتديات مطر

 

 

     بعد انتهت  أيام التعزية و المواساة الثلاثة ، نادى زوجة أخيه المرحوم ، و خاطبها بلهجة آمرة ، و قد قطب جبينه : ” لم يعد لك في هذه المدينة مقاما ، خذي ابنتيك و اذهبي بهما إلى مسقط رأسك بجوار أهلك ، و اتركي لي بيع المنزل و أثاثه ،       و سينال كل  منا حصته ، وفق  الشريعة ! ” .

كفكفت  الثكلى دموعها ، ثم أجابته بلهجة متحدية :

 “عن أي بيت ؟

و عن أي أثاث ؟

 وعن أية حصة  تتكلم ؟

البيت يا  سِلفي* العزيز، و كل ما فيه مسجل باسمي !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

لاحظ أبو مروان ، أن زوجته تتهرب من معاشرته ، قدَّر أنها منهكة في إدارة  المنزل و خدمة و رعاية خمسة أطفال ؛ و لكنه هو أيضا متعب و يكافح  من أجل تأمين معاشهم ، و هو بحاجة إلى بعض الترفيه من حين لأخر .

و ذات يوم  و بعد أن فرغ الأطفال من كتابة واجباتهم المدرسية و من مشاهدة  أفلام  الصور المتحركة ؛ توجهوا إلى أسرتهم ؛ فهمس أبو مروان في أذن زوجته : ” لدي  لك  مفاجأة  سوف تبهرك ! ” .

حمل التلفاز إلى غرفة النوم..

ثم حمل جهاز ( الفيديو ) ..

ثم انهمك في ترتيبهما و وصلهما معا و كهربتهما.… اقرأ المزيد

حوار قصير

نزار ب. الزين*

   بينما كان مخلص الشريف ، يثبت لوحتي سيارته المهترئة على السيارة الجديدة التي نهبها لتوه ، التفت إلى زوجته التي كانت تتابعه بقلق عميق بدا على محياها  ، ثم قال لها  :

      –      أمتعتنا كثيرة يا أم شريف ، و لم أجد أفضل من هذه السيارة !.

= و من أين ( لطشتها ) ، ما شاء الله ؟!

     –      و حياة عينك ، من داخل معرض وكالتها ، وجدت أبواب المعرض مشرعة ، و معظم ما فيه منهوب ، كانت مركونة في زاوية المعرض ، و يبدو أن محاولات تشغيلها لم تفلح ، فتركت لصاحب النصيب ، و كنت أنا صاحب النصيب  ..و… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

رجاء

أرجوك  يا جارتي العزيزة ، أن تكفي عن نشر ملابسك الداخلية على الشرفة ، فإن  بِكري أَنَس  دخل  مرحلة المراهقة ..

تراجع سريع

” إذا تزوجتَ من  ديمة، سأحرمك من الميراث ” قال له والده .

 يُهرع  رضوان  إلى  الهاتف  ثم  يخاطب  محبوبته  برنة  حزينة :    ” إنسي  رضوان  و كل  ما  كان “

براءة

قال العجوز لطفلة الثانية عشر ربيعا ، ممازحا : ” آه لو كنتُ  أصغر سنا  ببضع  سنوات ، لما  تركتك  لغيري ! ” ؛ فأجابته بكل براءة :    ” و الخالة أم عمر كيف سنتصرف معها ؟! “

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد