ق ق ج

نزار ب. الزين*

ترجمها إلى الفرنسية :

مرتضى لعبيدي

من منتديات مطر

 

 

     بعد انتهت  أيام التعزية و المواساة الثلاثة ، نادى زوجة أخيه المرحوم ، و خاطبها بلهجة آمرة ، و قد قطب جبينه : ” لم يعد لك في هذه المدينة مقاما ، خذي ابنتيك و اذهبي بهما إلى مسقط رأسك بجوار أهلك ، و اتركي لي بيع المنزل و أثاثه ،       و سينال كل  منا حصته ، وفق  الشريعة ! ” .

كفكفت  الثكلى دموعها ، ثم أجابته بلهجة متحدية :

 “عن أي بيت ؟

و عن أي أثاث ؟

 وعن أية حصة  تتكلم ؟

البيت يا  سِلفي* العزيز، و كل ما فيه مسجل باسمي !… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

لاحظ أبو مروان ، أن زوجته تتهرب من معاشرته ، قدَّر أنها منهكة في إدارة  المنزل و خدمة و رعاية خمسة أطفال ؛ و لكنه هو أيضا متعب و يكافح  من أجل تأمين معاشهم ، و هو بحاجة إلى بعض الترفيه من حين لأخر .

و ذات يوم  و بعد أن فرغ الأطفال من كتابة واجباتهم المدرسية و من مشاهدة  أفلام  الصور المتحركة ؛ توجهوا إلى أسرتهم ؛ فهمس أبو مروان في أذن زوجته : ” لدي  لك  مفاجأة  سوف تبهرك ! ” .

حمل التلفاز إلى غرفة النوم..

ثم حمل جهاز ( الفيديو ) ..

ثم انهمك في ترتيبهما و وصلهما معا و كهربتهما.… اقرأ المزيد

حوار قصير

نزار ب. الزين*

   بينما كان مخلص الشريف ، يثبت لوحتي سيارته المهترئة على السيارة الجديدة التي نهبها لتوه ، التفت إلى زوجته التي كانت تتابعه بقلق عميق بدا على محياها  ، ثم قال لها  :

      –      أمتعتنا كثيرة يا أم شريف ، و لم أجد أفضل من هذه السيارة !.

= و من أين ( لطشتها ) ، ما شاء الله ؟!

     –      و حياة عينك ، من داخل معرض وكالتها ، وجدت أبواب المعرض مشرعة ، و معظم ما فيه منهوب ، كانت مركونة في زاوية المعرض ، و يبدو أن محاولات تشغيلها لم تفلح ، فتركت لصاحب النصيب ، و كنت أنا صاحب النصيب  ..و… اقرأ المزيد

ق ق ج

نزار ب. الزين*

رجاء

أرجوك  يا جارتي العزيزة ، أن تكفي عن نشر ملابسك الداخلية على الشرفة ، فإن  بِكري أَنَس  دخل  مرحلة المراهقة ..

تراجع سريع

” إذا تزوجتَ من  ديمة، سأحرمك من الميراث ” قال له والده .

 يُهرع  رضوان  إلى  الهاتف  ثم  يخاطب  محبوبته  برنة  حزينة :    ” إنسي  رضوان  و كل  ما  كان “

براءة

قال العجوز لطفلة الثانية عشر ربيعا ، ممازحا : ” آه لو كنتُ  أصغر سنا  ببضع  سنوات ، لما  تركتك  لغيري ! ” ؛ فأجابته بكل براءة :    ” و الخالة أم عمر كيف سنتصرف معها ؟! “

=======================

*نزار بهاء الدين الزين

   سوري مغترب… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

    في الثاني و العشرين من شهر حزيران/يونيه عام 1958

بعد احتفاله بعيد ميلاده السبعين ، رأى سليمان السموري فيما يراه النائم ، أنه أمام عدَّاد زمني كبير ، يعرض الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام و الشهور و السنوات  ، كان العداد يدور ، و الأرقام تتحرك ، بعضها كان بطيئا و بعضها الآخر كان يسابق الريح ، و فجأة توقف العداد عند تاريخ الثاني و العشرين من حزيران/يونيه 1961 .

لم يتمكن من تفسير الحلم الذي شغله و أقلقه ، فاقترحت عليه زوجته أن يطلب تفسير حلمه من عرافة ذاع صيتها .

” من المؤسف أن أخبرك ، أن عمرك سينتهي في ذلك التاريخ ، إنها إشارة سماوية ، فهيئ نفسك للعالم الآخر ..”… اقرأ المزيد

أقاصيص

نزار ب الزين*

    -1-

    بدا كل شيء عاديا ذلك اليوم  من أيام بدايات الصيف

رمال الشاطئ الذهبية الممتدة على المدى يمنة و يسرة بدت نقية و براقة  ، و ماء البحر كان صافياٍ ، و قد شرّع ذراعيه يدعو المستجمين إلى أحضانه ، فلا موج يصفع السابحين ، و لا حجارة تعرقل الخائضين ، و تحالفت الشمس مع صفائه  ، فلم ترسل لظاها بعد ليلسع جلودهم ؛ فكنت من أوائل من استجابوا لندائه .

داعبت ماءه  و داعبني ، بل كنت أشعر و كأنه يحملني بيديه الحانيتين ، و يهزني برفق  و يهدهدني ؛ و إن أنا في نشوة الإنتعاش ببرودة مائه ، إذا بشاب على بعد أمتار مني ، يتخبط و يصيح مستغيثا : ” لقد وقعت في حفرة ، أنا لا أجيد السباحة ، أغثني “

لم أتردد لحظة ، تقدمت نحوه أشق الماء بكل ما أوتيت من قوة ، و لكنني تذكرت فجأة تعليمات الإنقاذ ، التي كنت قد قرأتها ذات يوم ، فعدت القهقرى ، ثم التففت نحوه من الخلف ، و إذ اقتربت من ظهره ، بدأت أدفعه دفعا ، حتى بلغت به شاطئ السلامة ..… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

كان صراخ الطفلة ذات الثمانية عشر شهرا يتزايد ، نهض أبو راشد من فراشه و توجه نحو غرفتها ، عندما لمح ضوء غرفة الجلوس ساطعا و ثمت حديث يدور بين إبنه و زوجته  ، فعاد أدراجه نحوهما :

–          لعلكما لم تسمعا صراخ الطفلة !

قال منبها فأجابه ابنه :

–          بل نسمعه و نتجاهله  متعمدين ، إنه ( دلع ) الأطفال ، بابا ، ليس ما يستوجب قلقك .

عاد أبو راشد إلى غرفته ، لم يتمكن من الاستلقاء فصوت الطفلة يتعالى و صراخها أصبح صادراً من الصميم ” لا يمكن أن يكون مثل هذا الصوت تدللا ” همس لذاته ، و لكنه سكت على مضض .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

 

قَدِمَ وفد رياضي جامعي من بلد عربي شقيق للمشاركة في عدد من الألعاب الرياضية ، و تم توزيع الضيوف على عدة مدارس داخلية ، و قد تسلم الأستاذ عدنان مسؤولية الضيوف المفرزين إلى إحدى الكليات الجامعية ، و حددت مسؤوليته في تأمين الراحة التامة للضيوف و خاصة تقديم ما لذ و طاب من الأطعمة الشامية اللذيذة في أوقاتها ، و وضعت وزارة التعليم العالي تحت تصرفه عددا من خريجي معهد الفندقة  للمساعدة في ترتيب الموائد و تقديم الوجبات – المتعاقد عليها مع أشهر المطاعم في أوقاتها .

 

في جولة تفتيشية مفاجئة ، لاحظ الأستاذ عدنان ، في عمق ثلاجتين على الأقل ، شطائر مكتنزة تلفت النظر ، فتح إحداها ، و لدهشته وجدها منتفخة بما يزيد عن نصف كيلو غرام من الزبدة .… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

   في اليوم الأول : لمحها فقرع قلبه محدثا دويا أصم أذنيه ..

في اليوم الثالث : بادلته ابتسامته ، فكاد قلبه يخرج  من جنبه ، و أوشكت عيناه أن تنزلقا من محجريهما ، و همس لذاته : “إنها صعقة الحب ! ”

أما هي فقد عادت إلى منزلها و قد اضطرب كيانها كله ، و أحست أنها تحلق في فوق قوس قزح  ، و شعرت أنها ملكت الدنيا و ما فيها ، و همست لذاتها : ” لعلها صعقة الحب ؟! ”

في اليوم الخامس : لم يعد يطيق صبرا ، فطلب من أمه أن تخطبها له ..… اقرأ المزيد

أقصوصة

نزار ب. الزين*

اشتبهت أم منذر  بأن اللفاية* أم حسين  تسرق من المطبخ ما يمكنها سرقته ، حدثت بذلك والدتها الزائرة ،

سمع منذر ذو العاشرة ، الحديث ،

فكمن في أواخر النهار – تطوعا – في سقيفة* المطبخ .

شاهدها بأم عينه ، تنتقي بقايا طعام من صفيحة القمامة ، ثم و هي تضع أشياء أخرى في جيوب إضافية دستها تحت ثوبها .

هبط من السقيفة مسرعا ،

خرج من المطبخ يسابق الريح  و هو  يصرخ فرحا ، كما لوكان قد اكتشف كنزا  :  ” لقد ضبطتها .. لقد ضبطها متلبسة ! ”

قدمت على عجل كل من  الوالدة و الجدة ، التي كانت في زيارة الأسرة ،

أمسكتا بتلابيبها و بدءتا في تفتيشها ؛

و هي صامتة مستسلمة ، بينما كانت دموعها تجري  فوق خديها ،

كشفتا ثوبها فظهرت الجيوب الخفية ،

ثم بدءتا بإخراج المسروقات :  لفيفة ورقية تحوي بعض الشاي ، و اخرى بعضا من السكر .… اقرأ المزيد